هبة زووم – إلياس الراشدي
في خضم الاحتقان الكبير الذي يسود عمالة مقاطعات الحي الحسني بالدار البيضاء، يبدو أن العاملة بنشويخ، المسؤولة الأولى عن هذه المؤسسة، غير قادرة على معالجة الأزمة المتفاقمة التي تعصف بهذه المنطقة الحيوية.
إذ تزايدت الانتقادات بشكل ملحوظ، بعد أن عجزت عن تهدئة الأوضاع أو تقديم حلول جذرية للأزمة التي أصبحت تهدد الاستقرار الاجتماعي والإداري في المنطقة.
فمنذ توليها المسؤولية، بدت بنشويخ في وضع غير مريح، إذ اكتفت باتخاذ قرارات ارتجالية بدلاً من الحلول الواقعية المدروسة.
فبدلاً من السعي نحو تحسين وتطوير الأوضاع في العمالة، وجدت نفسها في قلب دوامة من الفوضى التي كانت هي سببها، ما يعكس عدم كفاءتها في تدبير الشأن المحلي.
وقبل أن تتولى منصبها في العمالة، كانت بنشويخ قادمة من وزارة التربية الوطنية، وتحديدًا من الأكاديمية، حيث كانت تُعتبر من الكفاءات التي نجحت في تسييرها.
لكن، يبدو أن هذا النجاح لم يكن كافيًا لتحمل مسؤولية إدارة أعرق عمالات الدار البيضاء. فقد أظهرت الأيام الأولى من توليها المنصب عجزًا واضحًا عن تحقيق التوازن الإداري الذي يحتاجه الحي الحسني.
عوضًا عن تسخير جهدها لإعادة تنشيط الخدمات ورفع مردودية العمالة، اختارت بنشويخ تحالفات غير مفهومة مع بعض الفاعلين المحليين الذين لا تقتصر مصالحهم على النهوض بالمنطقة، بل تبدو أولويتهم تدعيم مصالحهم الشخصية.
ويُعتقد أن هذا الاصطفاف مع البرلماني الشنقيطي، الذي عُرف بتوجهاته المثيرة للجدل، لم يكن في صالح المدينة ولا في صالح استقرار العمالة.
وبعد سلسلة من القرارات الكارثية التي اتخذتها العاملة، أصبح الوضع داخل عمالة مقاطعات الحي الحسني في مرحلة متقدمة من الانهيار.
فالعديد من المواطنين والمستشارين المحليين أبدوا استياءهم الشديد من عدم قدرة بنشويخ على اتخاذ خطوات ملموسة لاحتواء الوضع، بل واعتبروا أن العمالة تحولت إلى “حقل تجارب” لممارسات غير ناضجة، مما أفقدها مصداقيتها.
كما أن الأوضاع داخل العمالة أصبحت بمثابة ساحة نزاع داخلي بين الفرقاء المحليين، مع تزايد الاتهامات بعدم النزاهة في إدارة الملفات المحلية، والاتهامات التي تتراوح بين سوء التدبير والأخطاء إن لم نقل الخطايا التي تؤثر على المصالح العامة أصبحت تلاحق بنشويخ بشكل مستمر.
اليوم، وبعد هذا الوضع المتأزم، على العاملة بنشويخ أن تتحمل كامل المسؤولية عن هذا التسيير الكارثي، وما قد يترتب عليه من تداعيات خطيرة على مستقبل عمالة مقاطعات الحي الحسني.
إذا استمر الوضع على هذا المنوال، فإن هذه الأزمة قد تفضي إلى تداعيات سلبية على كافة الأصعدة، سواءً على مستوى التنمية المحلية أو على مستوى الثقة في المؤسسات الإدارية.

تعليقات الزوار