الحرس المدني الإسباني ينقذ مهاجرين سريين عبر البحر وسط فقدان أحدهم

هبة زووم – حسن لعشير
في مشهد مؤلم يعكس حجم معاناة الشباب الحالمين بالهجرة، حاولت مجموعة من المهاجرين السريين، فجر اليوم الجمعة 14 مارس 2025، عبور البحر سباحة نحو مدينة سبتة المحتلة، إلا أن سوء الأحوال الجوية وارتفاع الأمواج حالت دون ذلك، ما أسفر عن فقدان أحدهم وإنقاذ آخرين من قبل الحرس المدني الإسباني.
بحسب مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر أحد المهاجرين وهو يستغيث وسط البحر بينما تتقاذفه الأمواج العاتية قبالة سواحل الفنيدق. الفيديو، الذي صوّره أحد سكان المنطقة، يعكس حجم اليأس الذي يدفع شبابًا مغاربة إلى المخاطرة بحياتهم في ظلام الليل والبرد القارس، بحثًا عن مستقبل أفضل على الضفة الأخرى.
وأكدت مصادر إعلامية من داخل سبتة المحتلة أن فرق الإنقاذ الإسبانية نجحت في انتشال عدة مهاجرين كانوا في حالة خطيرة، إلا أن شابًا آخر لا يزال في عداد المفقودين، ما يثير مخاوف من احتمال غرقه في عرض البحر.
ولم تكن هذه المحاولة الوحيدة التي شهدتها سواحل الفنيدق في الأيام الأخيرة، إذ أطلقت منظمات حقوقية نداءات عاجلة للبحث عن طفلين من مدينة الدار البيضاء، فقدا أثناء محاولة عبور أخرى قبل أيام.
وقد ناشدت عائلات المفقودين السلطات المغربية والإسبانية والمنظمات الإنسانية لتكثيف الجهود من أجل العثور عليهم.
وتشهد سواحل الفنيدق تزايدًا ملحوظًا في محاولات الهجرة غير النظامية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تدفع الشباب إلى ركوب المخاطر بحثًا عن حياة أفضل.
ورغم التدابير الأمنية المشددة التي اتخذتها السلطات المغربية، إلا أن تقارير دولية تشير إلى ارتفاع مستمر في أعداد المهاجرين السريين الذين يغامرون بعبور البحر، متحدّين الأمواج العاتية والبرد القارس.
ومع استمرار هذه المآسي، تتزايد الدعوات من قبل منظمات حقوقية وأطراف دولية لفتح قنوات قانونية للهجرة، بالإضافة إلى توفير فرص اقتصادية محلية تقلل من اندفاع الشباب نحو المجهول.
وفي الوقت ذاته، تستمر السلطات المغربية والإسبانية في التنسيق لمواجهة الظاهرة، إلا أن الحلول الأمنية وحدها لا تكفي أمام واقع اقتصادي واجتماعي يزداد تعقيدًا.
وفي انتظار مستجدات عمليات البحث عن المهاجر المفقود، تبقى هذه الحادثة واحدة من بين العديد من المآسي التي تشهدها السواحل المغربية، والتي تسلط الضوء على ضرورة إيجاد حلول حقيقية لهذه الظاهرة المتفاقمة.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد