هبة زووم – الرباط
يواصل ملف المساعدات التي تقدمها مؤسسة “جود” الخيرية، المحسوبة على حزب التجمع الوطني للأحرار، إثارة الجدل داخل الأوساط السياسية، وذلك بعد ضبط شاحنة تابعة لجماعة يرأسها عضو من الأحرار وهي تفرغ مساعدات بمنزل عائلة الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، في سيدي إفني.
التطورات الأخيرة دفعت وزارة الداخلية إلى التدخل بشكل مباشر، ما زاد من تعقيد الموقف داخل الحزب الحاكم.
ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، لم يُخفِ غضبه من تداعيات القضية، معتبراً أن الطريقة التي أُدير بها الملف تُمثل “خطأً سياسيًا ساذجًا” قد يُمنح للخصوم السياسيين كذخيرة لمهاجمة الحزب، خصوصًا مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
وأمام هذا الوضع المتأزم، وجه أخنوش توبيخًا شديد اللهجة إلى بايتاس، محذرًا إياه من الإدلاء بأي تصريحات قد تزيد من اشتعال الجدل.
وتزامنًا مع هذه المستجدات، دخلت وزارة الداخلية على الخط من خلال مراسلة صادرة عن عامل إقليم سيدي إفني، الحسن صدقي، المقرب من بايتاس، يحث فيها رؤساء الجماعات على عدم استخدام آليات ومعدات الجماعات الترابية في أي أنشطة ذات طابع حزبي أو انتخابي، في خطوة تعكس توجه الدولة نحو تشديد الرقابة على مثل هذه الممارسات.
وفيما تحاول قيادة التجمع الوطني للأحرار احتواء تداعيات هذه الأزمة، يرى مراقبون أن القضية قد تكون لها آثار سلبية على صورة الحزب الذي يرفع شعار “التنمية”، فيما يجد نفسه في مواجهة اتهامات باستغلال العمل الخيري لتحقيق مكاسب سياسية.
الجدير بالذكر أن هذا الجدل يأتي في سياق سياسي مشحون، حيث تتصاعد الانتقادات داخل البرلمان وخارجه، مع مطالب بفتح تحقيق رسمي لتحديد مدى تورط المسؤولين في استخدام موارد عمومية لصالح أجندات حزبية، وهو ما قد يزيد من تعقيد وضع الحزب الحاكم ويضع قياداته أمام اختبارات صعبة في المرحلة المقبلة.

تعليقات الزوار