عريضة من ساكنة الرشيدية تطالب بأشجار ظليلة لا نخيل طويلة

عبد الفتاح مصطفى – الرشيدية
ما تشهده مدينة الرشيدية من تهيئة و اعادة تهيئة في السنين العشر الأخيرة ، تهيئات لم تف بالغرض المطلوب رغم هدر ملايير بالعشرات ، تقف مجموعة من ساكنة الرشيدية، لتعبر عن ما تشهده المدينة من ضياع للوقت و للزمن و للمال، خاصة في التشجير و اعادة التشجير، تشجير شوارع بعينها، تشجير أريد له أن يكون من صنف النخيل، أشجار معروفة بالمنطقة بتمورها بعلوها باخضرارها في زمن الرطوبة بصبرها للعطش… لكن غير مؤهلة لإضفاء الجمالية المطلوبة وخاصة لمنحنا الظل المطلوب في مدينة معروفة بالحرارة المرتفعة و الرياح العاتية.
مسؤولون يقولون: أن النخيل يعد من هوية المنطقة، ويجب احترام هذه الهوية، لذا يجب غرسها في شوارعنا.. هههه.. يالها من “توصية”. نحن أبناء المنطقة عارفون ومطمئنون لهذا النخيل، لكن مكانه هو الحقل وليس الشارع، نحن نبحث عن الظل في أوقات الحرارة، ونبحث عن الرطوبة والابتسامة في الليالي الصماء الكرداء.
وما للعريضة التي فاق عدد موقعيها 1000 في ظرف وجيز، الا ناقوس حسي إرادي، موجه إلى المسؤولين المتشبثين بغرس النخيل في شوارع المدينة، لأنها لا تروق أذواق الساكنة، يريدون من يظلل الشوارع و المباني، والسيارات ويحجب أشعة الشمس المحرقة..
الموقعون تتنوع هوياتهم و تختلف مواقعهم الاجتماعية و المؤسساتية، 1000 ليس مجرد رقم، بل رسالة سياسية و مدنية راقية، رسالة الى صناع القرار المحلي والاقليمي، لأن الموضوع أصبح مطلبا عاما يجمع أطياف المجتمع بمختلف مشاربها دون خلفيات و لا تأويلات.
العريضة تجاوزت مضمونها البيئي لتصبح تمرينًا ديمقراطيًا حيًا، واستفتاءً مدنيًا مصغرًا حول طريقة تدبير الشأن العام المحلي ، الموقعون يقولون بصوت واحد: “نريد مدينة تصغى اليها، لا تملى عليها”.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد