بوانو يتهم الحكومة بـ”محاصرة سياسية” لآيت بوكماز ويدافع عن احتجاجات الساكنة

هبة زووم – الرباط
في موقف تصعيدي جديد، خرج عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، للدفاع بشدة عن الاحتجاجات التي شهدتها منطقة آيت بوكماز بإقليم أزيلال، والتي وصفها بأنها “مسيرة سلمية تلقائية تعكس معاناة حقيقية لساكنة مهمشة”.
وخلال مشاركته في برنامج “بوليميك” على قناة “شدى تيفي”، مساء الأربعاء 16 يوليوز الجاري، أكد بووانو أن المسيرة التي نظمها سكان عدد من دواوير آيت بوكماز جاءت نتيجة تراكمات من التهميش، وقد تولى تنسيقها رئيس جماعة تبانت، خالد تيكوكين، المنتمي لحزب المصباح، واصفًا هذه الخطوة بـ”المشروعة والدستورية”.
تصريحات بووانو حملت اتهامات مباشرة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذي سبق أن لمح في جلسة برلمانية إلى وجود “توظيف سياسي” وراء هذه الاحتجاجات. وهو ما اعتبره بوانو بمثابة تهديد مبطن لرئيس جماعة تبانت، مشدداً على أن حزب العدالة والتنمية “لن يسكت عن هذا النوع من الخطاب الذي يرهب المنتخبين ويصادر حق الساكنة في التعبير عن مطالبها”.
وانتقد بووانو بشدة عدم استجابة الحكومة لمطالب سكان آيت بوكماز، رغم اعترافها بأن المطالب “بسيطة”، متسائلًا باستغراب: “إذا كانت فعلاً بسيطة، فلماذا لم يتم حلها؟”.
وأثار المتحدث مسألة ما سماه بـ”الحصار السياسي المفروض على جماعة تبانت”، متهماً السلطات باتخاذ قرارات انتقائية في توزيع الدعم والآليات والمشاريع، مستشهداً بحالات مماثلة في جماعات مجاورة تتلقى دعماً من مجموعة الجماعات الترابية، في حين “تُقصى تبانت فقط لأنها مسيرة من طرف العدالة والتنمية”.
تصريحات بوانو تعكس، حسب عدد من المراقبين، تصاعد حدة التوتر بين حزب العدالة والتنمية والحكومة، في سياق سياسي يتسم بتراجع حضور الحزب في مؤسسات التدبير المحلي عقب نتائج انتخابات 2021، مقابل محاولة الحزب استعادة زخمه من خلال الاصطفاف إلى جانب قضايا اجتماعية محلية، وخاصة تلك التي تكشف عن تفاوتات مجالية واختلالات في توزيع التنمية.
كما تأتي هذه التصريحات في ظل ارتفاع أصوات تطالب الحكومة بالتفاعل الجاد والمسؤول مع احتجاجات العالم القروي، لا سيما في المناطق الجبلية التي تعاني من عزلة وصعوبات في الولوج إلى الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والبنية التحتية.
ويُرتقب أن تستمر هذه المواجهة السياسية في التصاعد، خصوصاً إذا لم تبادر الحكومة إلى تطويق أسباب الاحتقان في آيت بوكماز، وإيجاد حلول حقيقية لمطالب الساكنة، بما يضمن تجنيب المنطقة أي تصعيد اجتماعي أو توتر سياسي إضافي.
وفي ختام مداخلته، وجه بوانو رسالة واضحة: “لا أحد يمكنه أن يمنعنا من الدفاع عن ساكنة تبانت، ولا عن رئيس جماعتها المنتخب ديمقراطياً. وسنواجه كل أشكال التهديد والتضييق، مهما كان مصدرها”.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد