هبة زووم – الرباط
يبدو أن التحكيم المغربي يعيش اليوم واحدًا من أسوأ فصوله وأكثرها جدلاً، بعدما تحوّلت مديرية التحكيم إلى ساحة صراع داخلية تقودها حسابات شخصية وتوازنات خفية.
فمنذ تولي الحكم الدولي السابق رضوان جيد قيادة المديرية التقنية الوطنية للتحكيم، تعالت الأصوات داخل الأوساط الرياضية متحدثة عن محاولات ممنهجة لتهميش الحكمة الدولية بشرى كربوبي، في خطوة اعتبرها البعض استمرارًا لنهج الإقصاء الذي لطالما شاب دواليب الكرة الوطنية.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن ما يجري ليس مجرد اختلاف مهني، بل مكائد منظمة تستهدف كسر صورة الحكمة التي مثّلت المغرب في محافل دولية، ورفعت راية التحكيم النسوي عالياً في القارة الإفريقية.
فبدل أن يحتضنها النظام التحكيمي كنموذج ناجح، اختار البعض ـ وفق المتتبعين ـ أن يجعل منها ضحية لصراعات النفوذ داخل دوائر القرار الكروي.
ويرى محللون أن الأزمة الراهنة لا تنفصل عن النفوذ المتزايد لرئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، الذي يُتهم بالتحكم في دواليب التحكيم وتوجيه قراراته بما يخدم أجندات معينة، في ظل غياب توازن حقيقي بين الاستقلالية والمساءلة.
فكل من اقترب من “مول البالون”، كما يصفه المنتقدون، صار يتمتع بامتيازات غير محدودة في التعيين والتكليف، بينما يُقصى كل من يرفض الاصطفاف خلف الخط الرسمي.
ويصف متتبعون ما تتعرض له بشرى كربوبي بأنه “مجزرة مهنية” في حق الحكام النزهاء، وانحراف خطير عن مبادئ الشفافية التي يفترض أن تقوم عليها منظومة التحكيم. فالحديث عن الإصلاح، كما يقول أحدهم، “يشبه خطبة وعظ يلقيها فاسد يشرح فيها معنى النزاهة”.
ويرى آخرون أن التحكيم المغربي، الذي صنع مجده قبل سنوات بفضل كفاءات مستقلة ونزيهة، يترنح اليوم تحت وطأة الولاءات الشخصية والمصالح الضيقة، في وقت تحتاج فيه كرة القدم الوطنية إلى تحكيم نظيف وقرارات شجاعة تكرّس العدالة داخل الملاعب.
ويبقى السؤال الأبرز: هل يستطيع رضوان جيد أن يقود ثورة إصلاح حقيقية داخل جهاز فقد ثقة الشارع الرياضي؟ أم أن مكائد الكواليس ستغرق التحكيم المغربي أكثر في وحل التبعية والفساد؟
تعليقات الزوار