هبة زووم – محمد خطاري
صحيح أن لكل زمن رجال، لكن ليس كل من يطلق عليهم رجال هم في الحقيقة رجال.. فكلمة الطيور تجمع بين الصقور والدجاجة والعصفور..
فماذا فعل رجال هذا الزمن لهذه المدينة في ظل سقوط المشاريع في رفوف الأرشيف نخرها السوس والحشرات من الهوامش، طرقت المدينة باب الرقي والتنمية من باب ها الواسع، ولبست شيشاوة جلباب البداوة مرصعة بمظاهر القرون البائدة جعلت منها تتحول إلى قرية على اعتبار أن هذا الاسم كان تيمة المدارات القروية الكبيرة.
اليوم مدينة شيشاوة عفوا قرية شيشاوة حبلى بالمتناقضات إلا أن التنكر لتاريخ وحضارة وهوية مدينة شيشاوة إجحاف يشوش على الخارطة التنموية المغربية ويهدد مستقبل المدن المجاورة ويجعل من الحاضر صعب المنال، فلا تنمية مغربية شاملة بدون تنمية لكافة المدن التي تعيش في لواء هذا الوطن…
في عهد العامل بوعبيد الكراب ابتليت المدينة بسياسيين وجدوا أنفسهم في أماكن المسؤولية صدفة، هذه النوعية من الأبناء العاقين تظل أصوات فردية لا تعبر عن غالبية سكان هذه المدينة وشهامة وكرم مواطنيها وتاريخهم النضالي وهي المدينة التي انجبت عظماء الرجال في الثقافة والفن والرياضة والعلم والسياسة والبيئة وقدمت قوافل من الشهداء في مختلف مراحل الكفاح الوطني المغربي.
