تازة: العامل المعزة والحصيلة الصفرية في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية
هبة زووم – محمد خطاري
إن ما حدث من تجاوزات مشينة في مالية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة تازة، يعتبر مسخا ظاهره الطهرانية وباطنه الاختلالات في أبرز تجلياتها.
اليوم أصحاب العقد والحل ممن أُوكلت لهم مسؤولية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة تازة، وعلى رأسعم العامل المعزة، ملزمون بالوقوف أمام ذواتهم والجهر بحقيقة عجزهم على الحفاظ على مالية المبادرة، ومطالبون في ذات الوقت بالاعتراف بأن المسؤولية التي سارعوا لبلوغها كانت أكبر مما كانوا يعتقدون، وأن السعي إلى خلق مشاريع هلامية تصرف فيها الملايين، إن لم نقل الملايير وفق تصورهم كانت قمة العبث على اعتبار أنهم لم يضعوا ضمن أولوياتهم هم المال العام من الدخلاء ومحترفي العمل الجمعوي بقدر سعيهم إلى الظفر بالمكاسب.
هي سنوات سبع عجاف من تعيين العامل المعزة، مرت ونحن نسمع عن تشخيص وضعية المبادرة الوطنية بعمالة تازة دون أن نلمس حلولا عملية وواقعية كفيلة بأن تخرجنا من مستنقع ليس له قرار، وضعنا فيه مجموعة من أصحاب الضمائر الميتة ممن ماتت فيهم عزة النفس ومفاهيمها.
ما سلف ذكره، ليس التصور الوحيد للغابة، فثمة تصورٍ آخر ربما يجوز القول إنه أكثر عمقا، وكان في بدايته جزءا من رؤية فلسفية للطبيعة البشرية طرحها الفيلسوف “جون جاك روسو” في كتابه الذي يحمل عنوان “خطاب في أصل التفاوت وأسسه بين البشر”.
فقد تصور روسو أن الفوضى بدأت عندما فرض الأقوى هيمنتهم على الأضعف، لتنتهي المساواة لتبدأ ضروب من الفوضى وفق تعبيره، وهو ما أكده الكاتب “جورج أورويل” عبر كتابه “مزرعة الحيوانات”، الذي يعتبر نقدا مزدوجا من جهة للنظام الستاليني، ومن جهة أخرى للأنظمة الديكتاتورية الأكثر عمومية، حيث ثارت حيوانات المزرعة ضد سيدهم..