هبة زووم – إلياس الراشدي
تعيش المحطة الطرقية في مدينة خريبكة وضعًا غير مطمئن، يؤرق العديد من المواطنين والمسافرين على حد سواء. أصبحت هذه المحطة، التي كانت في الماضي أحد المعالم الحيوية في المدينة، مركزًا للفوضى والتسيب خلال السنوات الأخيرة.
ورغم النمو العمراني الذي بدأ يطال محيطها، إلا أن الواقع داخل المحطة ما زال بعيدًا عن المعايير الأساسية للراحة والأمن.
تظهر المحطة الطرقية اليوم كأنها شاهدة على غياب الاهتمام والمتابعة من الجهات المعنية. فالخدمات الأساسية في المحطة تكاد تكون معدومة، ولا سيما مرافقها التي باتت في حالة يرثى لها.
تنتشر الأزبال في كل زاوية، مما يخلق بيئة غير صحية. علاوة على ذلك، أصبح جزء من المحطة ملعبًا للعديد من المظاهر السلبية، كالميسر، وتعاطي المخدرات بأنواعها، فضلًا عن المشاهد المؤلمة للمتسكعين الذين جعلوا من المحطة مأوى لهم.
تتحول المحطة الطرقية، مع حلول الليل، إلى مكان غير آمن على الإطلاق، فغياب الأمن يحول الفضاء إلى ملجأ للمشردين والمنحرفين، مما يساهم في ارتفاع معدلات السلوكيات غير القانونية.
في تلك اللحظات، تصبح المحطة مسرحًا لمشاهد مرعبة، حيث يتصارع مدمنو المخدرات مع المتسولين، في مشهد لا يعكس بأي حال من الأحوال الصورة التي يجب أن تكون عليها إحدى أهم المنشآت في المدينة.
وتزداد معاناة سكان مدينة خريبكة مع هذه الأوضاع المتدهورة، ويطرح السؤال: أين هي الجهود الرسمية لإعادة الاعتبار لهذه المحطة؟ في ظل تعاقب العديد من المجالس البلدية والإقليمية على المدينة، ورغم الوعود المتكررة، لا تزال المحطة الطرقية في حال يرثى لها، لأن غياب الرقابة الفعالة وغياب المشروعات الإصلاحية قد يضع المسؤولين أمام تحدي حقيقي.
إن المحطة الطرقية بخريبكة ليست مجرد نقطة عبور للمسافرين، بل هي عنوان من عناوين المدينة أمام الزوار.. لذا، من الواجب على السلطات المحلية أن تتحرك بشكل عاجل لتحسين الأوضاع داخل هذه المحطة.
ويحتاج الأمر إلى تدخل فوري وشامل يبدأ بإصلاح البنية التحتية، تعزيز الأمن، وتنظيم الأنشطة داخل المحطة لتعود إلى وظيفتها الأساسية، فهل ستستجيب الجهات المعنية لهذا النداء، أم أن معاناة المواطنين ستظل معلقة إلى إشعار آخر؟

تعليقات الزوار