الأمازيغ وعد الله على بيت المقدس.. كتاب في إفحام أعداء الأمازيغ واليهود والإسلام

هبة زووم – ابراهيم طاسين
بتنسيق بين المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بالرشيدية في شخص المندوب الإقليمي السيد حبيبي ادريس والمجلس العلمي لتافيلالت في شخص رئيسه الدكتور لحبيب عيادي، تم يومه الجمعة 21 فبراير 2025 عقد لقاء قرآني للتلاوة الفيلالية للقرآن الكريم، بمسجد مولاي رشيد بالرشيدية بعد صلاة المغرب، والذي ذكرني بالمدارس الفيلالية للقرآن الكريم والتي تستمد جدورها إلى القرن 16 الميلادي وبدايات الدولة العلوي وعظمة هذا الإمتداد لذكر الله في هذه البقعة الطيبة من أرض الوطن مهد الدولة العلوية الشريفة إلى الآن.
وقد افتتح هذا اللقاء الروحي السيد رئيس المجلس العلمي لحبيب عيادي والذي ذكر بأهمية تلاوة القرآن وبالتاريخ الطويل في المنطقة وفي كل مساجدها بتلاوة الحزبين من القرآن الكريم كل يوم، والتي سارت عادة وعبادة لساكنة تافيلالت منذ قرون خلت إلى اليوم لعظمة هذا القرآن وثواب هذا القرآن وأجر هذا القرآن العظيم، بعدها أعطى الكلمة مسير هذه الجلسة القرآنية السيد المرشد “نور الدين الروحي” إلى الدكتور “خلافة المتوكل” الذي حاضر في موضوع “قيمة تلاوة القرآن الكريم وقيمة الاستغفار” واستفادة في الأجر الكبير المحصل من هاتين العبادتين الطوعيتين التي انفردت وعرفت بهما الأمبراطورين المغربية منذ القدم.
وقد افتتحت هذه القراءات بقراءة ثنائية لعضوي المجلس العلمي حبيبي علوي وعبد المجيد الرحيوي، أعقبتها قراءات فردية من المدرسة الفيلالية لكل من الأستاذ المرشد رضوان المسعودي وإمام مسجد عين العاطي 2 الإمام الحسين بورزيق وإمام مسجد محمد الخامس الإمام أحمد الهلالي، الذي رتل آيات من سورة الإسراء، وقد ختم هذا اللقاء الروحاني إمام مسجد مولاي رشيد السيد عبد العزيز حدوش.
I – الأمازيغ وعد الله على بيت المقدس
وقد أثارتني سورة الإسراء وأحالتني إلى آياتها الثمانية (8) الأولى، حيث قال عز وجل بسم الله الرحمان الرحيم “سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله”، وقال كذلك سبحانه “ولكل نبأ مستقر”، وهذا القول في نظر العلمانيين لا سند مادي وعلمي له، فأقرنه الله بقوله في سورة الإسراء من الآية 4 حتى الآية 8 بقوله بسم الله الرحمان الرحيم “وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلون علوا كبيرا، فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا”، فأقرن سبحانه كل علو بفساد، فالعلو الأول المتبوع بالفساد في تاريخ بني إسرائيل كان بعد وفاة الملك النبي سيدنا سليمان، والذي قال بعد أن بسم الله الرحمان الرحيم “ربي هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي”، وذلك في عهد إبن سليمان الملك رحوبعام فحاد عن سياسة أبيه المبنية على الردع والديبلوماسية الواضحة في رسالته الى الملكة بلقيس بعد بسم الله الرحمان الرحيم “إنه من سيلمان وإنه بسم الله الرحمان الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين”، كما قام الملك رحو بعام بنشر الكفر والضلال في بني إسرائيل، ورفع الضرائب وأجج الصراع بين بني إسرائيل، أي بين الأسباط العشر المتشبتين بتأدية الطقوس في جبل نابلس، كما فعلها أول مرة النبي يشوع بن نون بهذا الجبل، بنقل بيت الرب الذي كان خيمة بصحراء سيناء في عهد موسى وهارون والمفصل بدقة في سفر التثنية وسفر العدد وسفر الخروج، وبين سبط يهودا وسبط بن يامين المتشبتين بجبل صهيون/ حيث مملكة دواود بيت الشريعة وجبل القدس بأورشياليم، حيث الهيكل بيت العقدية وقدس الأقداس موطن الثابوت ومسكن الألواح وميرات موسى وهارون، فانقسمتا الى مملكة إسرائيل في الشمال ولم يبقى منهم على أرض فلسطين بنابلس إلا عددا لايتجاوز 4000 والمعروف حاليا بالسامريين، ومملكة يهوذا في الجنوب تحت سلطة رحوبعام، الذي قال في حقه الكتاب المقدس وخصوصا في سفر أخبار الأيام الثاني في الإصحاح 12 من الآية 1 حتى 12.
ويقول هذا النص المقدس من الثوراة “لم تتشتت مملكة رحو بعام وتشددت وترك شريعة الرب هو وكل إسرائيل معه، وفي السنة الخامسة للملك رحو بعام صعد – شيشاق- ملك مصر على أورشاليم – لأنهم خانوا الرب، صعد بألف ومائتي مركبة و60 الف فارس… من لوبيين وسوكيين وكوشيين، فأخذ المدن 165 ( مدينة)، فجاء شمعيا النبي إلى رؤوساء يهوذا، وقال لهم هكذا قال الرب أنتم تركتموني، وأنا أيضا تركتكم بيد شيشناق، فقالوا –بار هو الرب – فلما رأى الرب أنهم تدللوا – فقال الرب لشمعيا النبي – قد تدللوا فلا أهلكهم بل أعطيهم ولا ينصب غضبي على اورشاليم بيد شيشاق، لكنهم يكون له عبيدا، ويعلمون خدمتي وخدمة مالكي الأرض، ليدوقوا الفرق أن يكونوا عبيدا لله أم يكونوا عبيدا لعبد – فأهلك شيشاق ( 165 بلدة ) حتى اورشاليم فأخذ كل ماتركه الملك سليمان لأرض مصر، ولم يترك إلا الهيكل مجردا من كل زينة”.
وهذا النص التوراتي يؤكد أن العلو الأول لبني إسرائيل كان في عهد الملك النبي سليمان (931 ق.م – 971 ق.م) الذي تصاهر مع الأمازيغ فتزوج ابنة الفرعون الأمازيغي شيشاق الذي كان موحدا وعلى دين سليمان.
وشيشاق هذا هو من قبائل الليبو الماشوش الأمازيغ اللذين استوطنوا غرب دلتا النيل وانتقلوا من الرعي إلى الزراعة، وهو من الأسرة الفرعونية 21/22، حيث أكد النبي إشعيا أن شيشناق كان يأتمر بأمر الرب في دخوله إلى اورشاليم على لسان النبي شمعيا، وهذا يؤكد أن الأمازيغ كانوا موحدين في عهد سليمان وبـعده في فترة حكم إبنه “رحو بعام” وهـم من أعادو الشريعة إلى بيت الرب (الهيكل) على يد الفرعون الأمازيغي شيشاق أو شيشناق… وهذا ما تؤكده الآية 3 من سورة الإسراء بعد بسم الله الرحمان الرحيم “فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا”، فعله الفرعون الأمازيغي شيشاق وفعله الأمازيغ الذين قال في حقهم الله (عبادا لنا) وأثنى على هؤلاء العباد ضدا عن بني إسرائيل، الذين أضاعوا شريعة الرب في عهد رحو بعام، وقال في حقهم الله بعد بسم الله الرحمان الرحيم “كما دخلوه أول مرة”، أي بيت المقدس (الهيكل – المسجد الأقصى)، وهذا يؤكد أن من دخلوه أول مرة بعد الإفساد الأول هم الأمازيغ ومن سيدخله بعد الإفساد الثاني والعلو الثاني هم الأمازيغ بشمال إفريقيا والكوشيين والسوكيين الذين قال فيهم رسول الله (ص ) خير أجناد الأرض ووصفهم في حديث آخر بمرتدي جلابيب من صوف من جهة الغرب في فتحه لبلاد الروم، كما وصفهم (ص) بأصحاب الرايات الصفر.
أما العلو الثاني والإفساد الثاني حيث قال الحق في سورة الإسراء بعد بسم الله الرحمان الرحيم “تم رددنا الكرة عليهم وامددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا، فإذا جاء وعد الآخرة، ليسوؤا وجوهكم، وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة”، فمن دخل المسجد أول مرة هم الأمازيغ عباد الله الذين سيدخلونه ثاني مرة عندما يأتي وعد الآخرة بقيادة المهدي وهو سبط من سلالة محمد (ص) يأتي من المغرب (شمال افريقيا)، كقائد للأمازيغ اللذين وصفهم الله (بعباد لنا) وأوكل اليهم مهمة تطهير بيت المقدس من الإفساد الثاني ومما يؤشر على بداية العلو الثاني بعد العلو الأول الكبير للنبي الملك سليمان والإفساد الأول الآية 104 من سورة (الإسراء) بعد بسم الله الرحمان الرحيم “وإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا”، وهذا قد تحقق سنة 1948 والإفساد في الطريق ولم يتحقق بعد؟
قد يقول قائل أن الإفساد الثاني كان في عهد النبي إرميا أثناء السبي البابلي (لأبوخذ نصر) وهذا غير صحيح لأن أورشاليم تعرضت عبر التاريخ إلى خمس اجتياحات لبيت الرب آخرها التشريد الروماني لبني إسرائيل سنة 70 م ، حيث دمر بيت الرب للمرة الثانية ولم يصان إلا من شيشناق الأمازيغي الموحد المؤمن بشرعية موسى ومزامير داود وسفر الأمثال للحكيم سليمان، وهذا يؤكده النبي إشعيا في الإصحاح 42 والإصحاح 60 وأطنب فيه النبي شمعيا في سفر الأيام. حيث أكد النبي إشعيا أن الرب قد نقل بيته إلى جبال فاران – مكة -.
وقد يقول قائل أن عمر بن الخطاب قد دخل بيت المقدس وأعاد بناء بيت الرب (المسجد الأقصى)، الذي لم يكن موجودا في عهده، وبالتالي يكون هذا هو الدخول الثاني، وهذا الرأي فنده النبي دانييل الذي قال في حقه الرسول محمد (ص) في حديث سنده فيه نظر ( من دل على دانييل فبشروه بالجنة)، والذي أكد في سفره (سفر دانييل) على تفسير حلم أو رؤية الملك البابلي ( نابوخد نصر) حول الحيوانات الأربع المفترسة أو لها مملكة بابل وثانيها مملكة الإسكندر الأكبر وثالثها مملكة فارس ورابعها مملكة الروم التي فسرها النبي دانييل على أن الحيوان بعشر رؤوس (هم عشر ملوك من الأمبراطورية الرمانية)، فإذا بقرن آخر طلع بين الرؤوس حيث يقول النبي في سفره (فإذا بقرن آخر طلع بينها وإقتلع ثلاثة رؤوس – ملوك – من قدامه… وله فم متكلم بعظائم ويحــارب القدسيين.. وغير الأوقـات وسلمه الله رقاب عباده لزمان وأزمنة ونصــف زمان)، وهذه الآيات قالها الـرب في حق الأمبرطور الروماني (قسطنطين) الذي تخلص من ثلاثة ملوك رومان وتلكم ضد الله (الثالوث) وإضطهد القديسيـن (الآريوسيين الموحدين)، وغير الأوقات من القمرية إلى الشمسية وقدس يوم الأحد بدل يوم السبت ( وسلمه الله رقاب عباده لزمان وأزمنة ونصف زمان لينزع عنه سلطانه ويعطي لشعب قديسي العلي – الرب -) أي بعد قرن وقرنين ونصف قرن ( 350 سنة) كما جاء في سفر ( رؤيا إبراهيم) الفصل 28 عدد 5 وقد كان ذلك بعد مجمع نيقيا (325 م) والعجيب أن عمر بن الخطاب دخل بيت المقدس سنة 650، (350 سنة + 325 سنة م = 675 سنة) ولم يهدم الهيكل بيت الرب لأنه هدم في 70 م بل أعاد بناءه (المسجد الأقصى)، كما كان هيكل داوود في عهد سليمان في جبل أورشاليم في بيت المقدس/ مصداقا لقوله تعالي بسم الله الرحمان الرحيم “إن أرضي يرثها عبادي الصالحين).
وقد يقول قائل أن صلاح الدين الأيوبي قد دخلها وحررها، لكن ليس من يد بني إسرائيل بل من يد المسحيين، وبيد الأمازيغ المغاربة (حي المغاربة) والسوكيين المصريين بعد إسقاطه لدولة الفاطميين بمصر التي كانت عونا وسندا للمسيحيين.
II – من التنوير الى التزوير بين أحمد عصيد وأحمد ويحمان
هذا كله يؤكد أن أغلب متقفينا اللذين يدعون التنوير بركوبهم على الأمازيغية كـ”أحمد عصيد” أو المغالين في تقديس الإنسان كـ”الحلاج” أو الباحثين على سلطة الحجاج كـ”أحمد ويحمان”، الذي أخذ بالتزوير كنهج للتنوير من يساري يشهد بـ”الفقيه البصري” ولا أحد سواه إلى إخواني يساري على سنة ابن تيمة الدجال في حق علي وفاطمة إلى شيعي على نهج “حسن نصرالله” والولي الفقيه بإيران لضرب
فقهاء المغرب بحجة فلسطين وحجة القدس، علما أن المشكل هناك سياسي وليس ديني، لأن الله قد فصل في الأمر في الثماني آيات الأولى من سورة الإسراء، أما إذا أراد “أحمد ويحمان ومن معه” مجادلتنا عبر هرطقة أو علم مرفوع، فنقول له أنه لا خوف علينا مادام فينا موسى بن ميمون اليهودي المغربي، الذي قال في حقه اليهود “لا خوف وفيكم ومنكم موسى بن ميمون”، و”لايوجد رجل أعظم في بني إسرائيل من موسى بن ميمون المغربي إلا موسى بن عمران عليه السلام”، ولا خوف علينا ما دام فينا اليهودي المغربي المسلم .
السمؤال بن يحيى المغربي الذ ي عاش بمدينة فاس في القرن السادس الهجري، والذي أكد على نبوة محمد (ص) في كتابه “إقحام اليهود”، مستشهدا في ذلك بأسفار التوراة والإنجيل الذي قال فيه المسيح عيسى عليه السلام “ما جئت لأنقض الناموس بل جئت لأكمل”، فالمسيح لم ينسخ شيئا من التوراة بل بعت للتذكير بها وإحياء شرائعها وتخليص اليهود من أهل فلسطين عبدة الأصنام.
ولم يوصي الله موسى عليه السلام بإتباع من لم ينسخ نموسه ولم يغير شريعته من الأنبياء كارميا ودنيال وصمويل وإشعيا وحزقيال، بل أكد على النبي الذي سينسخ شريعة موسى وهو محمد (ص) بل المنسوخ في شريعة موسى هو الملك في عهد عيسى عليه السلام، حيث قال الناموس “لايزول قضيب – ملك – في يهوذا حتى يأتي المسيح”، حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم بعد بسم الله الرحمان الرحيم “لكل جعلنا شرعة ومنهاجا”، إلا أن اليهود لايزالون يؤمنون بأن النبي المسيح الذي سينتهي به ملك وسلطان بني إسرائيل لم يأتي بعد على عكس المسيحين والمسلمين الذين يؤمنون بأنه رفع وسيعود إلى الأرض في عصر المسيح الدجال – وهذا ما يقوله اليهود في كتاب “شهدرين” على عيسى عليه السلام (يسوع الناصري سيرجم لأنه مارس السحر، وأغوى الناس لعبادة الأوثان وأضل شعب إسرائيل).
وقد جاء جواب اليهودي المغربي المسلم السمؤال بن يحي المغربي على شهدرين في كتابه (إفحام اليهود) بأن الله هو الذي أطلع موسى على إسمه الأعظم المركب من 42 حرفا به شق البحر وعمل المعجزات، فهل هذا سحر من موسى؟ أما في رد السمؤال بن يحيى المغربي في نبؤة محمد (ص) وسبب إعتناقه الإسلام أنه لم يكن لرؤيته في المنام للنبي صمويل، الذي نفى عن نفسه مرتبة موسى عليه السلام في التشريع وأسندها إلى محمد (ص) مستدلا بنبؤة موسى في سفر التثنية الإصحاح 18 الآية 18 بقول الله تعالى “نبيا أقيم لهم من وسط إخوتهم – بنو إسماعيل – مثلك به فليؤمنوا” والإصحاح 21 الآية 21 من نفس السفر والتي تقول بنقل بيت الرب إلى جبال فاران (مكة)، وكذا الآية 20 من الإصحاح 17 في سفر التكوين مخاطبا الله سبحانه إبراهيم الخليل عليه السلام “وأما في إسماعيل، فقد قبلت دعائك، ها أنا قد باركت فيه وأكثره وأكثره جدا جدا)، وهذه الآية العظيمة تعني اسم محمد في “حساب الكمل”، فهذه الآية مجموعها (92) وإسم محمد يساوي في نفس الحساب الرقم (92)، هذا عند السمؤال بن يحيى المغربي أما عند موسى بن ميمون بحساب الكمل فتعني إسم – أحمد – وهذا أقره الله في القرآن الكريم في سورة النساء الآية 53 بسم الله الرحمان الرحيم “أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله، فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما”، صدق الله العظيم.
III – الله كرم محمدا في التوراة والانجيل والزبور والقرآن
وهناك الكثير من الآيات التي كرمت وأنبأت بمحمد (ص) كخاتم النبين ناسخ شريعة موسى كما عيسى ناسخ ملك إسرائيل وحتى موسى ناسخ لإسرائيل (يعقوب) وإبراهيم في حصر كهانوت الرب في الابن الأكبر وإسنادها في سفر التثنية وحصرها في سلالة هارون.
كما إبراهيم هو ناسخ لشريعة نوح في مسألة الختان، ومن أهم الآيات التي ذكر فيها محمد (ص) في التوراة والإنجيل نذكر حصرا الإصحاح 3 من سفر النبي حبقوق عليه السلام (الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران –مكة-) والإصحاح 42 من سفر النبي إشعياء عليه السلام (هو ذا عبدي الذي أعضدة، مختاري الذي سرت به نفسي، وضعت روحي عليه، فيخرج الحق للأمم… لايصيح ولايرفع ولايسمع في الشارع صوته.. الديار التي سكنها قيدار –مكة- لتترنم سكان سالع – المدينة المنورة) والإصحاح 21 من انجيل متى، حيث يقول عيسى عليه السلام (الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية من قبل الرب كان هوذا وهو عجيب في أعيننا)، وقال الرسول محمد (ص) في صحيح البخاري “إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة في زاوية… فأنا اللبنة.. وأنا خاتم النبيين”، كما قال المسيح في نفس الإصحاح 21 من إنجيل متى “لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطي للأمة تعمل أثماره”.
وحتى يعقوب عليه السلام ذكر محمد (ص) في الآية 49 من سفر التكوين “ودعا يعقوب بنيه وقال اجتمعوا لأنبئكم بما يصيبكم في آخر الأيام … لايزول قضيب – ملك – من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي – شيلون – (محمد) وله يكون خضوع شعوب”، وشيلون هو رافع الأغلال الذي يرفع إسرهم والأغلال التي كانت عليهم كما يقول القرآن الكريم، وسفر التثنية إصحح 32 الآية 1 إلى 3 تقول: “… من تألق من جبال فاران وجاء معه عشرة آلاف قديس ومعه شريعة متقدة”، ويقول الله في سورة المائدة عند دخول محمد (ص) إلى مكة ومعه عشرة آلاف مسلم بعد أن بسم الله الرحمان الرحيم “اليوم أكملت لكم دينكم وأتتمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا”، وفي سفر التكوين الإصحاح 21 الآية 8 و21 يقول الحق سبحانه: “عندما أخذ إبراهيم هاجر وابنها إسماعيل وتركهما في برية فاران… وكبر ليصبح راميا بالسهام”، والله يقول في القرآن في سورة إبراهيم الآية 37 “ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد من غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فأجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وأرزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون”.
كما قال النبي حجي عليه السلام في إصحاحه الثاني “أزلزل كل الأمم ويأتي مشتهي كل الامم فأملأ بيتي مجدا قال رب الجنود… مجد هذا البيت الأخير – مكة – يكون أعظم من مجد الأول – المسجد الأقصى والهيكل – قال رب الجنود، وفي هذا المكان أعطي السلام يقول رب الجنود”، والأمم في النص العبري تعني الاميين، كما أكد الرب سبحانه في الإصحاح (7) من سفر دانييل (ع ص) بقوله “بيت الرب الجديد، صهيون الجديدة”، وأكد الإصحاح 60 من سفر النبي إشعياء عليه السلام “قومي استنيري مجد الرب أشرق عليك – مكة – فتسير الأمم في نورك… لإنه تتحول إليك تروة البحر – البترول – ويأتي اليك غنى الأمم… كل غنم قيدار تجتمع اليك – عيد الأضحى – كباش نبايوت تخدمك، تصعد مقبولة على مدبحي، وأزين بيت جمالي من هؤلاء الطائرون كسحاب وكالحمام في بيوتها”، وقال الله في القرآن بعد بسم الله الرحمان الرحيم “ويأتيها رزقها من كل فج عميق”، وقيدار ونبايوت هم من أبناء اسماعيل عليه السلام، وقيدار هو جد قبيلة قريش مصداقا لقوله تعالي في سورة الحج الآية 27 بعد بسم الله الرحمان الرحيم “وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق”.
ويقول الملك النبي داوود عليه السلام في الزابور في سفر المزامير الإصحاح 84 ( طوبا للساكنين في بيتك … أبدا يسبحونك سلاه، عابرين في واد البكاء، يصيرونه ينبوعا، أيضا ببركات يغطون مورة …) فوادي البكاء هو ( بكة ) والذي قال فيه الله سبحانه في سورة آل عمران لآية 96 “إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مبارك” والينبوع هو زمزم والمورة أو الموريا هي المروة والموريا في القدس تعني جبل مملكة داوود أو جبل صهيون التي تعني واد غير ذي زرع في العبري . كما جاء في الإصحاح 33 عدد 2 في سفر التثنية (جاء الرب من سيناء. وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران) مصدقا لقوله تعالى بعد بسم الله الرحمان الرحيم ( والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين). وفي سفر نشيد الإنشاد الإصحاح 5 عدد 16 يقول النص المقدس صراحة ويوضح (محمد يم) كما الإصحاح 60 عدد 7 من سفر إشعيا النبي عليه السلام يقول ( كل غنم قيدار تجتمع إليك، كباش نبايوت تخدمك – تصعد مقبولة على مدبحي، .. بيت مجدي – مكة – سيملأ هذا المكان حيث ستأتي الأمم لتزوره … حيث ستجمع الغنم والكباش لتهدى…) كما قال سفر نشيد الإنشاد في مدح الكعبة في الإصحاح 1 عدد 5 ( أنا سوداء وجميلة يابنات أورشاليم كخيام قيدار، كشققق سليمان …) أما في أبناء إسماعيل فقد ذكر سفر التكوين في الاصحاح 25 عدد 13 وذكر سفر أخبار الأيام الأول في إصحاحه الأول عدد 29 قوله ( ولدت ريبة لإسماعيل نبايوت وقيدار ، أدبائيل، ….الخ ) وهم الأسباط 12 لبني اسماعيل أو ما يعرف عندنا بالعرب المستعربة .
وحتى الصحف والأسفار الغير القانونية التي تأخذ بها مجموعة من الكنائس كالكنيسة الإيثيوبية ، قد ذكرت محمدا ( ص) ومكة كسفر رؤيا إبراهيم الإصحاح 29 الذي يقول ( في الأيام الأخيرة ،وبعد 12 مدة ، سوف أقيم هذا الرجل في قبيلتك) أي بعد 12 قرنا منها، 6 قرون بعد خراب الهيكل و6 قرون حتى مجيء محمد ( ص) ليعود التوحيد إلى بيت المقدس والبيت الحرام.
وفي انجيل جيمس يؤكد بقوله المسيح ( اتباع مملكة النبي القادم ، سيكونون كنخلة خرج منها برعم… ثم تدلى ثمار من حوله … وحين شبت إستغلضت هذه الثمار فأصبحت هذه الثمار … فأصبحت جميلة تعجب الزراع) ويقول الله سبحانه كذلك في سورة الفتح الآية 29 بسم الله الرحمان الرحيم “ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلض فاستوى على سوقه يعجب الزرع، ليغيظ بهم الكفار”، صدق الله العظيم.
وفي سفر موسى يقول “هذا النبي سيحارب الآميين وسوف يهدم أوثانهم، قولا لفتاه يشوع ابن نون أنه بعد 17 ونصف مدة أي بعد 1750 سنة سيظهر هذا النبي”، وفي صحيح مسلم قال محمد (ص) عن عبسة التسليمي “أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان وأن يوحد الله لايشــرك به شيء” وموسى كان في عصر الأسرة الفرعونية (19) أي في 1200 سنة قبل الميلاد وبإضافة 580 سنة ميلادية سنكون في زمن محمد (ص) ( 1200+ 580 = 1780سنة)، فمن سفر التكوين إلى سفر الرؤيا هناك ما يقارب بين 50 و100 آية تشير إلى إبراهيم وبني إسماعيل ومحمد (ص).
IV – القرآن جاء مصححا للتوراة والإنجيل ومهيمنا عليهما
جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن الرسول (ص) قال: “كأن بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي”، وقال الله تعالى في سورة النحل الآية (64) بعد بسم الله الرحمان الرحيم: “وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه”، وقال الله تعالى في سورة المائدة الآية (48) بعد بسم الله الرحمان الرحيم: “وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه”، وهذا الحديث المروي عن أبي هريرة في صحيح البخاري يؤكد أن بركة ابراهيم توقفت عندما رفع عيسى عليه السلام وعادت ببعثة محمد (ص)، حيث جاء مهيمنا ومصححا للآية 8 من رسالة بولس والآية 3 و8 من الإصحاح 12 من سفر التكوين التي تقول “قال الرب لأبرام، فأجعلك أمة عظيمة وأباركك، وأعظم إسمك وتكون بركة… وأبارك مباركيك ولاعنك ألعنه”، ورسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية تقول “إذا اللذين من الإيمان يتباركون مع إبراهيم… لأن جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة”، والأمة التي تبارك إبراهيم اليوم هي أمة محمد (ص) والتي تقولها يوميا 17 مرة في كل تشهد في صلاتها.
كما جاء القرآن مصححا لهذه الآية من الإصحاح 31 من سفر الخروج، والتي تقول “في ستة أيام وضع الرب السماء والأرض وفي اليوم السابع استراح وتنفس”، بقوله تعالى في الآية (38) من سورة (ق) بعد أن بسم الله الرحمان الرحيم “ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة أيام، وما مسنا من لغوب”، كما صححت الآية 45 من سورة آل عمران بعد ان بسم الله الرحمان الرحيم “المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين”، الآية 29 و30 من إنجيل متى والتي تقول “وظفرو إكليلا من شوك ووضعوه على رأسه… وبصقوا عليه وبعدما استهزأوا به، ونزعوا عنه الرداء… ومضوا به إلى الصلب”، وقوله المسيح في نفس الإنجيل وأناجيل أخرى: “إلهي لما تركتني”، والمسيح لم يدعي أنه الله بل دعا إلى عبادة الله، حيث سأله أحد المؤمنين به في إنجيل مرقص: “أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لكي تكون لي الحياة الأبدية”، فقال المسيح حسب إنجيل مرقص: “لماذا تدعوني صالحا، ليس أحد صالحا إلا واحدا هو الله”، نافيا عن نفسه الألوهية عليه السلام فمن أراد أن يبحث عن حقيقة المسيح اللاهوتية فسيجدها في سورة المائدة الآية 116 بعد بسم الله الرحمان الرحيم: “وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله، قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق، إن كنت قلته فقد علمته”، فالآية التي تتكلم عن الثالوث “المقدس” رغم أن مجمع نيقيا لم يذكر الثالوث “المقدس” بل تأليه المسيح، أما التثليث فجاء في مجمع “خلقيدونية” ومجمع القسطنطينية، وهي آية وحيدة وواحدة وصفها العديد من المسيحيين بحشو مقصود في الإنجيل وتحديدا إنجيل يوحنا القسم الأول من الآية 5 إلى 7 والتي حذفت من مجموعة من الأناجيل الحديثة وتقول: “فإنا الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة – الأب والكلمة والروح القدس”، وإنجيل يوحنا هو من الأناجيل المتأخرة ودون هذه الآية اليتيمة في إنجيل يوحنا لا وجود للثالوث “المقدس” ذكر في جميع الأناجيل، ويقول الله عز وجل بعد بسم الله الرحمان الرحيم: “ولما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم، وأنت على كل شيء شهيد، ما قلت لهم إلا ما أمرتني به، تعلم ما في نفسي ولا أعلم في نفسك، إنك أنت علام الغيوب، ما قلت لهم إلا ما أمرتني به، أن اعبدو الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم”.
وقد اكتشفت مؤخرا في مصر مخطوطات انجيلية من – سفر سيت الكبير – تدعم الآية القرآنية 45 من سورة آل عمران المذكورة أعلاه، حيث تؤكد بقولها “قال بأن شخصا آخر هو الذي ذاق المرارة والخل… لم أكن أنا كان شخص آخر وتاج من شوك على رأسه… وكنت في العلى مبتهجا أضحك ولم أهن”.
كما الآية (102) من سورة البقرة التي تقول بعد أن بسم الله الرحمان الرحيم “وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا” صححت الآية الأولى من سفر الملوك الأول، والتي تقول “وكان في زمن شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قبله وراء آلهة أخرى…”، كما أن القول المنسوب لعيسى عليه السلام ولأمه مريم في الإصحاح (2) من إنجيل يوحنا الذي يقول: “وكانت أم يسوع هناك… قال لها يسوع – مالي ولك يامرأة”، هذه الآية عسيرة على الفهم عند المسيحين صححتها الآية (32) من سورة مريم التي تقول بعد بسم الله الرحمان الرحيم “وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا…”.
كما أن تسلسل الأحداث التاريخية في الكتاب المقدس مركبة (ظهور عزرا النبي وبعده النبي نحميا وبعده عزرا النبي)، فوضع سؤالا كبيرا عند المسحين واليهود، وهو كيف يقدم عزرا نفسه على نحميا وهو متأخر عليه في الكهانوت، مما فتح عندهم باب الإحتمالات، حيث تقول الآية 6 و7 من الإصحاح السابع من سفر عزرا “عزرا هذا صعد من بابل وهو كاتب ماهو في شريعة موسى التي اعطاها الرب إلى إسرائيل وصعد معه من بني إسرائيل …إلى اورشاليم في السنة السابعة لأرتحشستا الملك”، والآية 1 و3 من الإصحاح الأول من سفر نحميا النبي تقول “كلام نحميا بن حكليا حدث في شهر كيسلو من السنة العشرين – لأرتحشستا الملك – فقالوا لي أن الباقين من السبي هناك في البلاد هم في شر… وسور أورشاليم متهدم، وأبوابها محروقة بالنار”، وهاتين الآياتين تؤكدان أن النبي نحميا بعث بـ13 سنة بعد النبي عزرا الذي اختفى من الكتاب المقدس في ظل هذه الأحداث ولم يظهر في الكتاب المقدس إلا في جيل أحفاد النبي نحميا الذي بني سور القدس وليس النبي عزرا الذي إختفى من المشهد، كما أن الآية (6) من الإصحاح (10) من سفرعزرا يقول “ثم قام عزرا من أمام بيت الرب وذهب الى مخدع – يهوحانان بن الياشيب”.
وهذا يؤكد أن عزرا النبي ظهر في وقت حفيد – الياشيب – في الوقت التي يقول الإصحاح (3) من سفر نحميا النبي “وقام الياشيب الكاهن العظيم”، وهذا الإشكال التاريخي في التسلسل الغريب للأحداث بين النبي عزرا والنبي نحميا رفعته ووضحته الآية 258 من سورة البقرة بعد بسم الله الرحمان الرحيم “أو كالذي مر على قرية وهي خاوية لى عروشها (أورشاليم) قال أنى يحيى هذه الله بعد موتها، فأماته الله مائة عام تم بعثه”، كما أن سفر – إسدراس – الثاني الذي كان ملحقا بسفر عزرا النبي، كانت له أهمية في الكنيسة الرومانية في العصور الوسطى، وكان من ضمن الأسفار القانونية التي تؤكد على تقديس وتأليه عزرا النبي، لتأتي الآية (30) من سورة التوبة مصححة ومهيمنة بقولها بعد أن بسم الله الرحمان الرحيم “وقالت اليهود العزير ابن الله، وقالت النصارى المسيح ابن الله، ذلك قولهم بأفواهمم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون”، ولتؤكد الآية من الإصحاح 9 من سفر عزرا أنه لم يظهر فقط سنة (542 ق.م) في مرحلة الملوك البابليين بـ 13 سنة قبل النبي نحميا بل ظهر سنة (442 ق.م) في مرحلة ملوك فارس حين قال “في عبوديتنا لم يتركنا إلهنا بل بسط علينا رحمة أمام ملوك فارس.. لنرفع بيت إلهنا.. وليعطينا حائطا في يهودا”.
عند المسيحين أكل الخنزير مسألة شخصية والمهم أن نعيش بإيمان في القلب مستشهد ين بإنجيل متى الآية 16 و20 التي تقول “أما تفهمون بعد أن كل مايدخل الفم يمضي إلى الجوف تم يلقى في المقصلة ولكن الذي يخرج من الفم فمن القلب يصدر وذلك ينجس الانسان”، كما أن انجيل مرقس الإصحاح 7 الآية 15 يؤكد نفس المذكورة سابقا من إنجيل متى، وهذا كان له تغيير جدري في الفهم المسيحي للناموس وهذا مؤكد في سفر أعمال الرسل الإصحاح 10 من الآية 9 الى 16، حيث الرسول بطرس رأى مائدة نازلة من السماء فيها كل أنواع الحيوانات من الرب طاهرة.
أما عند اليهود فالخنزير ومأكولات أخرى هي محرمة والمعروفة باسم الكوشير وتعني بالعربية الكوثر بمعنى الحلال، حسب الأحكام اليهودية وفي الإسلام، وهذا مفصل في سفر اللاويين الإصحاح 11 وهو من أسفار الشريعة لأن الخنزير رغم حافره المشقوق إلا أنه ليس حيوانا يجتر ولا يعيد المضغ، وخاصة الآية 7 و8 من نفس الإصحاح 11 من سفر اللاويين.
وهذا الإختلاف بين المسيحين واليهود حاولت كنيسة اورشاليم، اعتمادا على سفر أعمال الرسل 15 الآية من 19 إلى 20 وضع حل نهائي لكي لايثقل على الراجعين إلى الله من غير اليهود وحدد النجاسات في الأصنام والزنا والمخنوق والدم وشرب الدم أيدتها رسالة القديس بولس الرسول لأهل غلاطية الإصحاح الثاني الآية 11 إلى 16 في مواجهة بطرس لكي لايلزم الأمم أن يتهودوا فاتحا باب الحرية الغذائية.
ليأتي الإسلام مصححا وموضحا وميسرا ومهيمنا ومفسرا لقواعد الأكل كجزء من الشريعة الإسلامية من حلال وحرام ففي سورة البقرة الآية 173 يقول تعالي بعد أن بسم الله الرحمان الرحيم “إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله”، كما في سورة المائدة الآية 3 التي تقول بعد أن بسم الله الرحمان الرحيم “حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به”، وهذا تصحيحا لرسالة بولس ورسالة بطرس لأهل غلاطية وأهل كورنتس ولتحريفهما لفهم ما قاله المسيح في الإصحاحات المذكورة سلفا في انجيلي مرقس ومتى.
كما جاء القرآن مصححا ومحللا لبني إسرائيل ماحرموه على أنفسهم في سورة آل عمران الآية (93) بعد أن بسم الله الرحمان الرحيم “كل الطعام حل لبني اسرائيل، إلا ماحرم إسرائيل على نفسه”، من قبل أن تنزل التوراة، حيث قصة إبراهيم مع الملائكة الثلاثة الذين دبح لهم عجلا وضايفهم بلحم ولبن، وهذا محرم عند اليهود لتأتي الآية من سورة النساء والتي تقول بعد أن بسم الله الرحمان الرحيم “وبظلم من اللذين هادوا حرمنا عليهم الطيبات”، وهذا فسره موسى بن ميمون بالضرر لصحي والفقيه اليهودي موسى ابن نحمان الذي عاش في القرن 13 بالأندلس بالضرر الروحي، وذلك في وضع تفسير أقرب إلى القرآن إلا في مسألة تحريم الخمر، وما عدا هذا فالإسلام جاء محللا لما حرم على بني إسرائيل.
عند اليهود البروتستانت العهد القديم يتكون من 39 سفرا منها 5 أسفار لموسى وهي المسماة التوراة، وهي سفر التكوين سفر الخروج سفر اللاويين سفر التثنية سفر العدد، ويضاف اليهم سفر يشوع بن نون، ومنها 13 سفر تسمى بالأسفار التاريخية تحكي قصة بني اسرائيل من بعد موسى عليه السلام الى ما بعد العودة من السبي، ومنها 15 سفر تسمى بأسفار الأنبياء يطغى عليها طابع الرؤى والنبؤات، وما سيحدث لبني إسرائيل ومنها 5 أسفار تسمى بأسفار الحكمة كسفر الأمثال لسليمان، ومنها سفر الابتهالات والأدعية، وهو سفر المزامير لداود أو ما نسميه بالزابور، وسفر التثنية يقول “عندما أكمل موسى كتاب كلمات هذه التوراة أمر موسى اللاويين حاملي تابوت الرب قائلا خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه بجانب تابوت الرب ليكون شاهدا عليكم لأني اعرف تمردكم”، ويذكر التلمود أن النبي يشوع بن نون قد كتب التوراة مرة أخرى على أحجار المدبح (بجبل عيبال) ليذكرهم بأحكام البركة واللعنة بعد ذلك انقطع ذكر التوراة في الكتب الأخرى، بل ذكر التابوت التي وضع فيه موسى التوراة، والذي أخذ من بني اسرائيل في عهد النبي صموئيل وأعيد لهم بعد سبعة أشهر، حيث وضع في قرية (يعرين)، وبقي 20 عاما إلى أن جاء داوود فأخده الى اورشاليم وجعله في خيمته، ثم نقله سليمان إلى الهيكل الذي بناه فكان قبلتهم في الصلاة، وذكر بنو اسرائيل أن التابوت عندما فتحه سليمان لم يكن فيه سوى اللوحين اللذين تسلمهما موسى من الرب، والله يقول في سورة البقرة “وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون”، لكن بعد حادثة شيشاق الفرعون الأمازيغي فقد اليهود كتابهم المقدس ولم يشر إليه إلا في زمن الملك اليهودي (يوشيا) أي بعد ثلاثة قرون من شيشاق وكذلك التابوت، حيث طلب الملك يوشيا من اللاويين أن يجعلوا التابوت في البيت الذي بناه سلميان (الهيكل)، تم انقطع خبره إلى يومنا هذا، وأغلب المؤرخين اللاهوتين اليهود يرجحون أن إختفائه جاء بعد السبي البابلي، أي بعد 25 سنة من حكم الملك يوشيا الذي قال كاهنه (حلقيا) أنه وجد كتاب شريعة الرب في الهيكل ليرضي الملك الذي كانت له رغبة في استقامة الشعب .وقالوا بعد ذلك أن الشريعة قد نزلت مرة أخرى في عهد عزرا، حيث يقول سفر عزرا (اجتمع كل الشعب كرجل واحد… وقالوا لعزرا الكاتب بكتابة شريعة موسى التي أمر بها الرب إسرائيل… وكانت آذان كل الشعب نحو سفر الشريعة…).
ولم يذكروا كيف وصل كتاب الشريعة هذا الى عزرا الذي قال فيه بعضهم (الكاتب) وآخرون قالوا أنه نبي وفئة أخرى ألهته، كما يصف القرآن بعد بسم الله الرحمان الرحيم “وقالت اليهود العزير ابن الله”.
وقد أكد السمؤال بن يحيى المغربي أن شريعة موسى هي كلام الله أما ما جمعه عزرا الكاتب هو استنباط بشري يعتريه ما يعتري البشر من نقص دون كمال، أما ترجمة التوراة إلى اللغات الأخرى فقد كان في عهد الحاكم اليوناني ( بتليموس) الذي جمع 72 عالما وعارفا بالتوراة لترجمة اسفار موسى الخمسة إلى اليونانية وهو مايسمى بالترجمة (السبعينية) وعن اليونانية ترجم العهد القديم إلى اللاثينية والأكيد أن التوراة لم تنزل مرتين الأولى على موسى ومرة أخرى على عزرا.
وبالتالي لا يمكن لا لليهود وللنصارى أن يبعدوا إمكانية تحريفه على الإطلاق . والموجود حاليا النسخة العبرية التي يعتمدها اليهود والنسخة السبعينية والتي يعتمدها المسيحيون والنسخة السامرية المعتمدة من طرف اليهود السامريين ، وحتى من حيث عدد الأسفار نجد إختلافا فالنسخة العبرية تعتمد 39 سفرا والنسخة اليونانية 46 سفرا والنسخة السامرية 5 أسفار فقط يضيف البعض منهم سفر يشوع بن نون.
فهذا الاختلاف من حيث عدد الأسفار دليل على التحريف دون أن يكون لهم دليل صحيح على الإضافة أو الحدف . وكذلك هناك إختلاف كبير من حيث محتوى الأسفار فقد ذكر سفر التكوين (أن سفينة نوح استقرت بعد الطوفان بعد 7 أشهر وسبعة أيام… وأن قرون جبال لم تظهر إلا بعد 10 أشهر)، كما أن التوراة مليئة (بيقول موسى للرب وقال الرب لموسى )، وهذا افتراء على الله تعالى كقولهم (لاشغل لله في الليل غير تعلم التلمود مع الملائكة ومع ملك الشياطين في مدرسة السماء)، كما وصفوا الله سبحانه وتعالى بالضعف والعجز كقولهم (إن الله تصارع مع يعقوب حتى الفجر وكاد يعقوب ان يتغلب عليه)، كما وصفوا الرب عز وجل بالجهل في كتابهم كقولهم في قصة آدم وحواء كما في سفر التكوين بقولهم (فنادى الرب الإلاه آدم وقال له أين أنت يآدم)، وفي سفر الخروج بقولهم (أن الرب يجب أن توضع له علامة ليستدل بها على أبواب بني اسرائيل لجتازهم عند ما يضرب آل فرعون)، وقولهم (وندم الرب على الشر الذي فعله بشعبه)، ووصفوا الرب عز وجل بالبكاء والدموع، فيقولون في سفر إرميا (إن الرب قال لهم وإن لم تسمعوا فإن نفسي تبكي في أماكنة مستترة من أجل الكبرياء وتبكي وتدرف الدموع لأنه قد سبي قطيع الرب).
وهذا كله افتراء على الله عز وجل . وهو دليل واضح على التحريف الذي طال كلام وكتب الأنبياء، كما نسبوا للأنبياء الكثير من القبائح والعظائم التي يتنزه عنها الناس فقد زعموا في سفر التكوين “أن نوحا شرب الخمر وتعرى داخل خيمته ورأى أحد أبنائه سؤته”، كما افتروا على لوط عليه السلام بالزنا مع ابنتيه الكبرى والصغرى وزعموا أن (يعقوب) إحتال على إسحاق لأخذ البركة لنفسه دون أخيه (عيسو) كما زعموا أن هارون هو الذي صنع لبني إسرائيل العجل وبرأه القرآن في سورة البقرة الآية 95 والآية 98 من سورة طه بعد بسم الله الرحمان الرحيم “قال فما خطبك ياسامري قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أتر الرسول فنبدتها وكذلك سولت لي نفسي).
أما سفر الخروج يقول (ولما رأى الشعب أن موسى أبط ء النزول من الجبل… قالوا لهارون قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا، فقال لهم هارون انزعوا أقراط الذهب التي في آدان نسائكم وبناتكم .. فأخد ذلك من أديهم وصنع لهم عجلا)، وقالوا في داوود (أنه زنى بإمرأة أحد جنوده… وحبلت.. فتسبب داوود في مقتل زوجها ووضعه في مقدمة الجنود حتى يعرضه للقتل)، وبعد وفاة إبن الزنى انجبت سليمان الذي اتهموه بعبادة الأصنام إرضاءا لزوجاته.
كما أن التلمود الذي دونه الفريسيون في القرنين الأول والثاني بعد الميلاد وأطلقوا عليها اسم (المشناة) وشرحها (الجمارة) وامتد هذا الشرح من القرن 2 إلى القرن 6 بعد الميلاد من حاخامات بابل فسمي بتلمود بابل ومن حاخامات اورشليم وسمي تلمود اورشليم، واعتبروه أقدس من التوراة، وآخر كتاب لليهود هو (بروتوكولات صهيون)، والذي لا يعتبر دينيا مقدسا بل مخططا لتطبيق أهداف اليهود.
كما أنهم حرفوا في الصلوات الثلاثة، حيث جاء في سفر دانييل أنه كان يصلي ويركع ويشكرالرب ثلاثة مرات في اليوم، وقد ادخلت عليها الموسيقى تدريجيا في الوقت الذي لازال جزء من اليهود يسجدون ويركعون في صلاتهم والبعض الآخر يصلي جالسا على الكراسي كما يفعل النصارى، كما أن تعدد الزوجات جائز عند اليهود ولم تصدر فتوى بتحريمه إلا في القرن 11 الميلادي.
وعلى العموم فكتاب اليهود هو (التناخ)، ومفهوم الصهيونية قديم ومستمد حديثا من جبل صهيون وأول من اعتمد هذا المصطلح حديثا هو الفيلسو النمساوي (ناتان بيرنباوم) في القرن 19 ومات على اليهودية الأرتدوكسية وكل الدول الداعمة للصهيونية هي دول بروتستانتية تؤمن بقدوم المسيح وبالبقرة الحمراء وبذلك يجب التفريق بين الإسرائيلي الذي قد يكون من عرب 48 او الحريديم وبين اليهودي الذي قد يكون من الأشكيناز او السفرديم أما الصهيوني فهو على العقيدة البروتستانتية المستوحاة من ( مارتن لوتر) الذي كان يريد تقريب الديانة اليهودية من عموم الناس مستندا الى ان المسيح عليه السلام هو يهودي، لتحقيق نبؤة اشعيا الإصحاح 60 الآية 18 (حماس) في هذه الفترة التي نعيشها مثلا. دون الأخد بالإصحاح 59 الآية 6 من نفس السفر ( إشعيا) الذي يعتبره المسيحيون الإنجيل الخامس، والآية 7 من سفر إشعيا التي تقول (كل غنم قيد ار تجتمع إليك، كباش نبايوت تخدمك)، والمعنى هنا أن صهيون الجديدة التي ستملأ تسبيحا هي – مكة – أما إخراج اليهود من أورشليم فقد سجل التاريخ أنه كان أول مرة في عهد الملك (جالوت) بعد موسى ويشوع بن نون وتحديدا مرحلة فترة القضاة، والثانية في فترة ملك إسرائيل الشمالية (ياروبعام) الذي كان قائدا منشقا عن النبي سليمان من طرف الآشوريين أو مايسمى بالسبي الآشوري، حيث شردت مملكة إسرائيل الشمالية والأسباط العشر الى الأبد، والثالثة كانت في عهد الملك البابلي لمملكة يهودا الجنوبية والهدم الأول لهيكل سليمان، والرابعة كانت في 70 ميلادية على يد الرومان والهدم الأخير لهيكل سليمان.
أما الفرق بين اليهودية القديمة والحديثة فالأولى هم السامريون وهم الأسباط العشر الذين كونوا دولة إسرائيل واللذين لا يقدسون إلى الأسفار الخمس الأولى وجبلهم المقدس هو جبل ( جرزيم بنابلس) وهو قبلتهم وثانيها الفريسيون اوالفيروشيم ومعناها المنعزلون وهي فرقة ممتدة من الربانين المهتمة بأمور الشريعة ويقول فيهم السمؤال بن يحى المغربي ( هم أكثر عددا وهم شيعة الفقهاء الكاذبين على الرب ، اللذين يزعمون أن الرب كان يخاطبهم في كل مسألة بالصوت) وهذه الطائفة هي أشد عداوة لغيرهم ويسمون كذلك بالتلموديين . وثالثها الصادقيون من الفرق القديمة المنتسبة الى الكاهن ( صادوق) عاش في القرن الثالث قبل الميلاد وهم يقرون بالثوارة فقط ولايؤمنون بالتلمود وينسب اليهم قولهم أن
( عزرا ابن الرب) ينكرون القضاء والقدر والآخرة ورابعها القراؤون وينتسبون الى ( عنان ابن داوود) من بغداد عاش في عهد ( أبي جعفر المنصور) في القرن الثامن الميلادي وهم لايعترفون إلا بالعهد القديم ويقرون ببعثة عيسى ( ع ) ومحمد ( ص) ونبؤتهما ويقولون أن محمدا نبي للعرب ولم يبعث لليهود وهم من أعداء الصهيونية التلمودية وخامسها فرقة الحاسديم المنتسبين إلى ( اسرائيل ابن اليعازر) المتوفى سنة 1760 م وهي فرقة صوفية منشقة عن الفريسيين التلموديين يؤمنون بالثواب والعقاب وبمجيء المسيح ويعتبرون الصهاينة كفارا مارقيين.
وسادسهم اليهود الأرثودوكس وهم إمتداد للربانيين والتلموديين وهم غالبية في دولة إسرائيل وهم مؤيدون للصهاينة والسابعة فرقة المحافظين وهم غالبية كذلك في دولة إسرائيل حاولوا التوسط بين الإصلاحين والأرتودوكس المتشددين وقد نشأ هذا المذهب في منتصف القرن التاسع عشر على يد الحاخام (زكرياء فرانكل) في ألمانيا المتوفى سنة 1875 م معتبرين أن الثوراة هو كلام الرب أما التلمود فهو نتاج ثقافي يجب أن يستفاد منه وهم من المؤيدين للصهاينة وعددهم يفوق المليون بالولايات المتحدة الأمريكية أما الصهيونية فيعتبرونها مذهبا علمانيا عمل على عودتهم إلى فلسطين رغم أن الكثير منهم لا يؤمنون بذلك ويجب أن يكون في عهد المسيح المخلص وليس عبر مشروع (هرتزل) في كتابه (الدولة اليهودية) سنة 1948 م الذي نادى فيه إلى قيام الدولة العلمانية في فلسطين أما الإصلاحيون فمن الفرق الحديثة التي تتنصل من تشديدات الحاخامات اليهود وتسلطهم، بزعامة (موسى بن كلسون) المتوفى سنة 1776 في ألمانيا والذي دعا إلى التعايش مع الألمان والحفاظ على شريعة الأجداد وانتقلت هذه الدعوة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولها أتباع يتجاوزون 2 مليون يهودي، معتبرين العهد القديم هي أعظم وثيقة أوجدها الإنسان وليست من الله ولايقبلون من العبادات إلا مايوافق العصر، وينكرون التلمود والمسيح المنتظر والبعث بعد الموت، وحدفوا من صلاتهم (العودة إلى صهيون) على اعتبار أن اليهودية دين وليس قومية.
فهم كما أنكروا ربوبية الثوراة (بنتاتوك) انكروا الآية من التلمود التي تقول “إن الرب إستحلف اليهود قبل أن ينفيهم من الأرض المقدسة ثلاثة أيمان ألا يعودوا إلى الأرض المقدسة قبل ضهور المسيح والا يتمردوا على شعوب العالم وألا يحاولوا القتال من أجل تقصير مدة الشتات والعودة قبل ظهور المسيح، وإذا لم يحافظوا على هذه الإيمان فسوف يبيح دماء اليهود، كما أباح دماء الغزلان في الغابات وسيسحق الأمم التي ستساعد شعب إسرائيل على تمرده”.
V – رسالة الى من يهمهم الأمر
وفي الاخير أقول للتنويرين أن الحاكمية الإلهية هي شمولية وأبدية وحصرية في المحرمات أما الحاكمية الإلهية الإنسانية تشمل الأمر والنهي وهي شمولية وأبدية التطبيق تغيرها الضرورات التي تبيح المحظورات حسب الظرف الزمني وحيثياته أما الحاكمية البشرية في تركها الله للإنسان في تنظيم وتقنين الحلال من أكل وبيع وسكن وأمن… وتتغير أحكامه بتغير ظروفه وأزمانه، وحسب تقدير الإنسان في كل زمن ومكان، أما الناسخ والمنسوخ فأربعة أولها الثابت كالوصايا العشر وثانيها المعدل كالإرث وثالتها الملغى من عيسى (ع) ومحمد (ص) ليحللا بعض الذي حرم على اليهود ورابعها المستحدث كالمعوذتين .لذا أقول مجددا للتنوريين الذين حرفوا تاريخ المغرب كأحمد عصيد وأحمد ويحمان وغيرهم من اتباع ابن تيمية الذي فسق في حق علي (ض) وفاطمة الزهراء وأحل دم المسلمين وحرم ما أحل الله وأفتى ضدا عن الأئمة الأربعة والإمام البخاري ومسلم. أن الدين عند الله الإسلام فهو دين وآحد من آدام الى محمد (ص) فيه ناسخ ومنسوخ كما أكدت فاتحة سورة آل عمران فجعل لكل شرعة ومنهاجا ، كما جاء في انجيل متى الحديث عن صاحب الكرمة الذي إستأجر باكرا عبيدا وحدد أجرهم إلى نهاية اليوم (اليهود ) وفي الظهيرة حتى العصر استأجر عبيدا آخرين وحدد أجرهم ( النصارى) ومن العصر حتى المغيب استأجر عبيدا آخرين وضاعف لهم الأجر (المسلمين) وفي حديث صحيح ذكر الرسول (ص) نفس القصة.
كما أكد لمن له اليقين الزائف في تحريف كلي للتوراة والانجيل بل جزئي حدده السامريون المتبقون حاليا في نابلس قبلة يشوع بن نون ومسكن خيمة الرب في 6000 إختلاف بين اسفارهم الخمسة وأسفار اليهود.
وأسند التحريف إجمالا اليهودي المسلم السمؤال بن يحيى المغربي بعد السبي البابلي الى مابعد (عزرا) من الذي الهوه وهم من اللاويين أبناء هارون في صراع حول النفوذ الديني والنفوذ الدنيوي والملك الذي أعطي لآل داوود، فعملوا على تشويه نسل داوود في الكتابة الثانية للتوراة والتلمود الذي صنف بين تلمود بابلي وتلمود اورشليمي، وشوهوا علاقته بنسل لوط واتهاموا (تامارا) بالزنى… كما التاريخ اليهودي سجل تدخل آل داوود من الملوك في شأن اللاويين الديني حتى أن أحد الملوك دخل قدس الأقداس فأصيب بالبرص، وهذا الصراع بين نسل الملوك ونسل الكهنة ضاعت فيه حقائق في التوراة، كما فعل الأمبراطور الروماني قسطنطين في الإنجيل، فإنقسم بنو اسرائيل الى اليهود القرؤون وأغلبهم أسلموا.
واليهود الربانين المتشددين في التلمود فعزلوا اليهود عن باقي الأمم مدعين أن اليهودية دين غير تبشيري، أما النصارى فإنقسموا إلى موحديين اريوسيين (القديس اريوس) انقطع ذكرهم في القرن العاشر الميلادي ومسيحين مثلثين على دين قسطنطين، الذي تنبأ النبي دانييل عليه السلام بزوال دولته من المسليمين فتحولت كنيسة آية صوفيا الى مسجد، وكلهم كانوا يعرفون صدق رسالة محمد (ص) وأنكروها مصداقا لقوله تعالى في سورة البقرة الآية 146 “والذين أتينا الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون”، وقوله تعالى في سورة الأعراف الآية 157 “الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في الثوراة والإنجيل”، وقوله في سورة طه الآية 133 “وقالوا لولا يأتينا بأية من ربه أو لم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى”.
فالشعب الذي عنده ومنه موسى ابن ميمون والسمؤال بن يحي المغربي لايخاف يا سيدي “احمد ويحمان” لا من المشروع الإبراهيمي ولا من التطبيع ولا من قدرتنا على الحفاظ على بيت المقدس والمسجد الأقصى، فإن كان الأمر سياسيا فدبلوماسيتنا تسير بنجاح في هذا الإتجاه، وإذا كان دينيا فالمغرب عرف منذ القدم بأنبغ فقهاء، الدين سواء اليهود أم المسلمين، وإن كان غير ذلك فأعلنها صراحة انك مع مقولة المهدي ابن بركة التي قـال سنة 1962 في زيارته لإقليم الرشيدية لما سأله العارفون عن نهجه السياسي، فقال للأميين “إذا ذهب المخزن بإتجاه ما فعكس ذلك ستجدون ابن بركة”، وكذلك ستجدون ويحمان.
فهناك من سماه بالدين الابراهيمي الجديد بتوحيد الأديان الثلاثة في دين واحد وهذا ضرب لحرية الإعتقاد في الديانات الثلاثة إلا أن بعض الحاخامات يؤكدون أن المشترك هو شرائع نوح السبعة أولها عدم الوثنية ثانيها التجديف في حق الله ثالثها القتل والزنى والسرقة ….إلخ، إنطلاقا من المراكز الدبلوماسية الروحية كمركز أولاد إبراهيم كحل ضد التطرف الديني فكيف تجزم بصهيونيته سيدي( أحمد ويحمان) ولا أحد في العالم يعلم ويعرف تفاصيل وقسمات هذا المشروع إن سمي مشروعا إلا أنت سيدي “احمد ويحمان” ولا حتى مفتي الأزهر الإمام الأكبر الشيخ (احمد الطيب)، الذي قال “هذا الوليد الإبراهيمي الجديد، لا نعرف شيئا عن ملامحه وقسماته، وهل المقصود منه تعاون المؤمنين في الأديان من مشترك وقيم إنسانية نبيلة ام صناعة دين جديد؟”، ولا حتى الشيخ مصطفى بن حمزة متسائلا وقائلا”إن سبب هذا جهل الناس واستغلال بعضهم لذلك الجهل من أجل تمرير هذه المخاطر.. معتبرا أن محمد ( ص) كان على ملة إبراهيم الذي لم يكن لايهوديا ولا نصرانيا ولكن حنيفا مسلما وما أزلت الثوراة و الإنجيل إلا من بعده وأن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي الذي ينسب نفسه إلى ابراهيم وليس العكس”، وأنا أقول لك سيدي “احمد ويحمان” إن الإسلام هو عصى موسى التي تتلقف ماصنعوا من عصي بتحريف بعض من آيات بعض الأسفار في التوراة وحبال بتحريف بعض آيت الإنجيل، وهو محفوظ من الله بعد أن بسم الله الرحمان الرحيم “إن نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”، فلما تخاف سيدي على شيء الله حافظه الى قيام الساعة، أم لك هدف آخر؟ أما الإتفاق الثلاثي بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، والذي اسميته سيدي “ويحمان” بالتطبيع بنكهة تجريمية، حتى تتمكن من التأليب عليه كعنوان لمناهضة التطبيع وشيطنته بحجة الدفاع عن بيت المقدس وعن فلسطين علما أن أول دولة وأكثر دولة عملت على جمع العرب والدول الإسلامية من أجل فلسطين هي المغرب إلى درجة الإعتراف بموريتانيا كدولة سنة 1969 وسمحت في أرضها من أجل فلسطين، وهذا بشهادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس نفسه، ومادام المقام والمقال دينيا فسأترك الجواب عن التطبيع كفعل سياسي واستراتيجي أساسه العلاقات الدولية فسأتركه الى التحليل الجيوسياسي والاستراتيجي المفصل في كتابي في الباب المخصص لهذا المجال من كتابي هذا المعنون بـ”كتاب إفحام اعداء الامازيغ واليهودية والإسلام”، وبه وجب التذكير في هذا المقام والمقال الذي هو جزء من هذا الكتاب الذي سيصدر في الأشهر القادمة إن شاء الله.
وفي الأخير اختم قولي هذا واستغفر الله بقوله تعالي من أواخر سورة البقرة بعد ان بسم الله الرحمان الرحيم “آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون، كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله لانفرق بين أحد من رسله، وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير”، صدق الله العظيم.
لأن في آواخر سورة البقرة الله لم يقل “المسلمين” بل قال “المؤمنين”، لأن الايمان تكليف مصداقا لقوله تعالى في خواتم البقرة بعد بسم الله الرحمان الرحيم “لايكلف الله نفسا إلا وسعها”، وكل السور التي اتت بالتكليف خاطبت الناس بـ”يا أيها اللذين آمنوا”، “أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين”، ولأن الإيمان تدرج مصداقا لقوله تعالى بسم الله الرحمان الرحيم “وإذا تليت عليهم آية زادتهم إيمانا”، وقوله تعالى “إذا ما إتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات تم اتقوا وامنوا تم اتقوا واحسنوا والله يحب المحسنين”، فالإيمان يجب ماقبله ولاشيء قبل الإسلام إلا الإسلام حتى يجب… مصداقا لقول الله تعالى “إن الدين عند الله الإسلام” وقوله تعالى “ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه”، لأن الإيمان خاص أما الإسلام فعام وشامل لأن الإسلام بكل بساطة هو فطرة مجبول عليها كل إنسان والخارج عن هذه الفطرة وصفه الله في القرآن بالمجرم مصدقا لقوله تعالى “أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون”، لأن المجرم في الدين هو من قطع صلته بالله، والمجرم في الدنيا هو من قطع صلته بالمجتمع، بل الأكثر من هذا، الله لايسألهم حتى يوم القيامة مصدقا لقوله تعالى “ولايسأل عن ذنوبهم المجرمين”، لأن الإسلام قيم تراكمية عبر التاريخ البشري لحماية حقوق الآخرين، والإسلام هو شرائع متطورة لأن الله جعل لكل شرعة ومنهاجا، والإسلام كذلك شعائر موسومة بالإختلاف والإسلام عدم شرك بالله لأن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لم يشاء من كل الأديان، والإسلام صلاة لأن الصلاة صلة بالله وإقامتها صلاة والمصلين ليسوا بالضرورة مقيمي صلاة (3 صلوات عند اليهود و5 صوات عند المسلمين والذكر عند المسيحين صلاة).
فبمجرد ما تقول يارب فأنت تصلي وعلى صلة بالله مصداقا لقوله تعالى “ماسلككم في سقر، قالوا لم نكن من المصلين،ولم نكن نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين”، والله قطع صلته بهم لأن الله يقول سبحانه “أذكروني أذكركم”، والإسلام زكاة بدأت من عهد قابيل وهابيل في قوله تعالى في سورة المائدة “واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الأخر”، والإسلام صوم لكل الأديان السماوية مصداقا لقوله تعالى بعد بسم الله الرحمان الرحيم “يأيها اللذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على اللذين من قبلكم”، فالصيام ربط بين الملموس “الجوع” والمحسوس “الشعور والاحساس بالآخرين”، والإسلام حج والحج قبلة والقبلة خيمة العهد في عهد موسى وهيكل في عهد سلميان (بيت المقدس) أو حائط المبكي عند اليهود والبيت المحرم في مكة عند المسلمين لربط المحسوس (الصلاة) بالملموس (الكعبة – المقدس)، فهؤلاء كلهم مسلمون فهناك مسلمين مسلمين ومسلمين يهود ومسلمين نصارى ومسلمين صابئين، مصداقا لقوله تعالى “إن اللذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون”، صدق الله العظيم.
كما أن الله لم يطلب من الناس أن يعترفوا بربوبيتهة لأنهم قد فعلوا ذلك واعترفوا بذلك بالفطرة، حيث الله يقول بعد أن بسم الله الرحمان الرحيم: “وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا”، فلا أحد في الكون ينازع الله في ملك وخلق الكون، ولم يدعي أحد في الكون إلى الآن أنه الله إلا الله وحده لا شريك له، ولم يسمى أحد في الكون باسم “الله” غير الله إلى الآن، لأن اسم الربوبية هو اسم “الرحمان” ولا أحد في الكون ادعى أن اسمه الرحمان إلا الله، وحتى العرب لما نزل القرآن لم يفهموا معنى “الرحمان”، حيث قالوا بعد أن بسم الله الرحمان الرحيم: “قالوا وما الرحمان”، إلا مسيلمة الكذاب ادعى أنه نبي وأنه اسمه هو “مسيلمة الرحمان”، فجعله الله عبرة عبر التاريخ معروفا بـ”مسيلمة الكذاب”، فالرحمان فعل بالكلمة “كن فيكون”، حيث يقول عز وجل في سورة الفرقان الآية 58 إلى 60: “ليس كمثله شيء… الذي خلق السموات والأرض وما بينهما… ثم استوى على العرش الرحمان فاسأل به خبيرا”، لأن معرفة المالك والخالق يتم من خلال المملوك والمخلوق بالعلم “فاسأل به خبيرا” و”تبارك الذي جعل في السماء بروجا”، فبالعلم يتم فهم قوانين الخالق في خلقه وملكه من الانفجار الكبير (bing bong) إلى اليوم أي منذ 13 مليار سنة ولا زال الكون في توسع وهذا ما أكده آلبرت أنشتاين عبر نظرية النسبية العامة (E=m*c2)، وأثبت ذلك واقعيا “إدواين هابل” وهو محامي أمريكي وهاوي فلك، حيث أصبح توسع الكون حقيقة علمية (70 كلم في كل ثانية) وهذا دليل على أن للخلق بداية حددت بشكل علمي في 13 مليار سنة وما دام للخلق بداية فلابد من له من خالق ومالك وملك، وهذا سهل الفهم العلمي والمادي بين وجود الله ووجود الكون ألا وهي الكلمة “كن فيكون”، فلا مبدل لكلماته سبحانه فكلمته هي الوجود وقوانين الوجود من ميكانزمات تفعيل المادة من “إلكترونات وبروتونات” وميكانزمات وقوانين تفعيل الحياة من “خلايا نباتية” كأساس لكل المخلوقات الحية النباتية ومن “خلايا حيوانية” كأساس لكل المخلوقات من جنس بشري أو حيواني، وبالتالي فهم تاريخ هذا الخلق وتطوره إلى الآن، حيث تشكل المادة السوداء في الكون 24 في المائة وهي المسؤولة عن الجاذبية والانكماش وهذا ما أكده العالم “كراوس” والطاقة السوداء وتشكل 72 في المائة وهي المسؤولة عن توسع الكون، أما مليارات المجرات ومنها الأرض لا تشكل إلا 4 في المائة، وما دامت المادة السوداء مسؤولة عن الجاذبية والانكماش فارتفاعها بدرجة واحدة سينكمش الكون كله، وهذا يحيل بالفطرة كل إنسان إلى الله الرحمان إلى المعبود إلى الله الذي لا رب سواه ولا ملك سواه مصداقا لقوله تعالى: “قل أعوذ برب الناس، ملك الناس، إله الناس”، ويقول الإصحاح 1 الآية واحد من إنجيل يوحنا: “في البدء كان الكلمة وكان الكلمة عند الله وكان الكلمة الله”، وهذه الآية خلقت جدلا واسعا عند المسيحيين حول كلمة (OEOC) هل تعني الله أم تعني إله، وقال تعالى بعد بسم الله الرحمان الرحيم: “إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته”، ويقول تعالى: “قل الروح من أمر ربي” ويقول تعالى: “وكذلك أوحنا إليك روحا من أمرنا، ما كنت تدري ما الكتاب وما الإيمان”، وتقول الآية 30 من سورة الأنبياء: “أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما”، وقوله تعالى في سورة الذاريات الآية 47: “والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون”، ويقول تعالى في سورة الأنبياء الآية 30: “قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة” وقوله تعالى في سورة الزمر الآية 67: “وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون”.
وهي النتيجة المادية العجيبة التي أدركها خبراء وعقلاء العالم بالعلوم المادية الحقة سيدي “أحمد عصيد”، وليس عبر علم الفلسفة الذي منطق المادة وحللها بالفكر والخيال وليس بالعلوم التجريبية وبخبراء وعارفين بأسرار المادة وأصلها وتاريخها، وحتى حقوق الانسان التي نسبتها إلى الإنسان سيدي “أحمد عصيد” فهي مجموعة من القيم التي أخذها الانسان من كلام الله، إما عبر الذكر والتذكير من كل كتب وأسفار وصحف الأنبياء والمرسلين، وإما عبر الجينات أصل “الكرموزومات” أصل المعلومة والمعرفة من داخل خلية كل إنسان سيدي “أحمد عصيد” لأن الانسان هو نفسه “كتاب” مكتوب فيه أمر الله في كل خلية من خلاياه، وهذه هي “الفطرة” التي علمها الله لآدم وأسماها بـ”الأسماء كلها” وأعطاه العقل للفصل في كل المواضيع وأعطاه خلايا عصبية وجهاز عصبي وعقل قادر على استيعاب هذه المعلومات وهذه الأسماء وكذلك التمييز بينها، وهذه المعلومات وهذه الأسماء نظمها الله في الإنسان داخل الخلية بطريقة واضحة وهندسة محكمة، وكل شيء يدرك سيدي “أحمد عصيد” بالعلوم الحقة والعلوم التجريبية وليس بالفلسفة والهرطقة.
ونختم بأواخر البقرة بعد أن بسم الله الرحمان الرحيم “ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطئنا ربنا ولاتحمل علينا إصرا كما حملته على اللذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لاطاقة لنا به واعفوا عنا وغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين” صدق الله العظيم، لأننا في الدنيا عبادك وفي الآخرة عبيدك وفي الجنة عبادك وفي النار عبيدك، وانت سبحانك القائل بعد بسم الله الرحمان الرحيم “أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون” صدق الله العظيم، “فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”، وإذا كفر فليكفر لوحده ولا يكفر الناس بعلم مغلوط وربما مقصود وتلكم مرتبة لا يصلها إلا شيطان.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد