هبة زووم – إلياس الراشدي
سيدي قاسم، المدينة التي كانت يومًا ما مركزًا اقتصاديًا حيويًا، باتت اليوم تعيش أزمة خانقة جعلتها تغرق في البطالة والفقر، في ظل غياب أي رؤية تنموية واضحة.
فمنذ تعيين العامل الحبيب ندير، تعمقت الأزمة أكثر، مما يثير تساؤلات جدية حول الاستراتيجية المتبعة للنهوض بالمدينة، ومدى قدرة الجهات المسؤولة على إنقاذها من حالة التدهور المستمر.
تشهد سيدي قاسم ارتفاعًا قياسيًا في معدلات البطالة، حيث لم يتم تسجيل أي مشاريع اقتصادية كبرى قادرة على خلق فرص الشغل، في وقت تشهد فيه الكثافة السكانية ارتفاعًا ملحوظًا.
هذا التدهور الاقتصادي يدفعنا إلى التساؤل بصوت عالٍ ما هو الدور الفعلي للمؤسسات المنتخبة في البحث عن حلول جذرية؟ لماذا لم يتم استقطاب استثمارات قادرة على تشغيل شباب المدينة؟ وهل تملك السلطات المحلية تصورًا واضحًا لمستقبل المدينة أم أن الوضع سيبقى على ما هو عليه؟
اليوم، أصبحت البطالة في سيدي قاسم أكثر من مجرد أزمة اقتصادية، بل تحولت إلى كارثة اجتماعية تهدد كيان الأسر وتقوض استقرارها. فالفقر لم يعد مجرد نقص في الدخل، بل تحول إلى مرض نفسي يقتل الأمل، ويزرع الخوف، ويخلق جيلًا محبطًا فقد ثقته في المؤسسات وفي الوعود التي لم تتحقق.
وكما يؤكد علماء الاجتماع، فإن الفقر لا يقاس فقط بغياب المال، بل بفقدان الكرامة، وانعدام الأمن الاجتماعي، والخوف من المستقبل.
ومع غياب أي تدخل جاد وحلول ملموسة، فإن الوضع قد يتحول إلى قنبلة موقوتة تهدد الاستقرار الاجتماعي في المدينة.
اليوم، أصبحت سيدي قاسم مدينة منكوبة اقتصاديًا، في وقت تشهد فيه مدن أخرى انتعاشًا بسبب سياسات تنموية ناجحة. الكرة الآن في ملعب السلطات المحلية والمجالس المنتخبة، التي باتت مطالبة باتخاذ إجراءات حاسمة لإنقاذ المدينة من هذا الواقع المرير.
فهل سيبقى الوضع كما هو عليه، أم أن صناع القرار سيستفيقون قبل فوات الأوان؟

تعليقات الزوار