هبة زووم – محمد خطاري
بعد مرور أكثر من نصف الولاية على الانتخابات الجماعية، وما رافق حملاتها من برامج انتخابية لم تكن سوى حبر على ورق، وجدنا أنفسنا مجبرين على تشخيص الحال المعاش وإبداء رأينا كحق مشروع يكفله لنا القانون، فما النقد إلا وسيلة لتصحيح الخطأ، وفي الدارالبيضاء اليوم لسان الحال أصدق من لسان المقال..
إن مشكلتنا بالدارالبيضاء ليس في وضع الرجل الغير المناسب في المكان المناسب، مشكلتنا أننا لا نملك لا الرجل المناسب ولا المكان المناسب، فمن ينظر لحكومة دولة كندا، يجد أنها خير مثال يحتدى به في تكوين اللجان السلطوية، حيث أن رئيس وزرائها وضع كل رجل أو امرأة في مكان يليق به، فوُليَ مهاجر وزارة الهجرة، وامرأة وزارة المرأة، ومحارب قديم وزارة الدفاع، وشاب وزارة الشباب… وهكذا دواليك.
أما من ينظر لحال العاصمة الاقتصادية، فيجد أنها تسبح بدون ربَّان في بحر أمواجه عاتية، مع أن ساكنتها صارت على دراية بما يدور خلف الجدران والمبادلات تحت الطاولة.
عضو المعارضة حيكر، وجه اتهامات مباشرة للرميلي وكميل، حيكر نقل قنبلة من الدار البيضاء إلى البرلمان بحيث فجرها بين يدي أخنوش، تتعلّق بممارسة “الابتزاز والفساد”، وكذا (الزبونية والمحسوبية)، في قضية رخص التعمير.
وطالب حيكر من رئيس الحكومة، بالقيام بجولة استطلاعية في الجماعات، التي يترأسها عضوات وأعضاء من حزبه التجمع الوطني للأحرار، ليجد أن “العنوان الأبرز، الذي أضحى سائدا في هذه الجماعات، هو الابتزاز والفساد، إلى درجة أن المنعشين العقاريين يشتكون، والمهندسين المعماريين يشتكون”، على حد قول حيكر، الذي قدّم أبرز نموذج على هذه الممارسات بما يجري في المجلس الجماعي للدارالبيضاء، حيث “هناك فساد حقيقي غير مسبوق”، إلى درجة أن النائب الإسلامي، الذي كان يعتبر هو “العمدة الفعلي السابق”، والمستشار الحالي بجماعة الدارالبيضاء، سيتوجّه إلى أخنوش، في وجهه، ليقول له، وعبره أطر حزبه، وفي مقدمتهم “كوبل كازا”: “اتقوا الله في هذه البلاد”!
اما للإنتقال لشخص العمدة، دون شخصنة، فكونها مثقفة، خلوقة فهذا شيئ متفق عليه، لكنه لا يزيد مجلس المدينة ولا ينقصها، فالنظر للعمدة وشكلها وفكرها، ثقافتها ومستواها المعرفي دون النظر لأفعالها وما أحدثته في الميدان والواقع المعاش، لهو أقرب إلى المثل الصيني، “حين يشير الحكيم إلى القمر بإصبعه، ينظر الغوغائي إلى الأصبع بدل القمر”، وهذا عينه ما نراه جليا في الدارالبيضاء.

تعليقات الزوار