عبد الفتاح مصطفى – الرشيدية
تعيش جل مدن جهة درعة تافيلالت الواقعة في الجنوب الشرقي للبلاد، حالة من اليأس و الخذلان وغير ذلك من المواصفات التي تجعل الجهة الفتية الفقيرة المنكوبة المهمشة والمعزولة، جراء ما تعرفه من نقائص في جميع مستلزمات الحياة الكريمة لسكانها الخنوعين و الراضين والقانعين بما هو موجود الغير موجود على أرض الواقع.
الجنوب الشرقي كله مهمش و منسي لا طرق لا صحة لا تعليم لا بنية تحتية لا ماء، يقول الفاعل الجمعوي (محمد.ت) لا نصيب له في التنمية التي تعرفها المدن المغربية، و الناس هنا يعانون الأمرين في كل مجال.
(عبد الله.م) الكاتب الجهوي للنقابة المستقلة للممرضين بجهة درعة تافيلالت، تحدث من جهته مؤخرا، عن واقع الصحة بإقليم تنغير في احدى المواقع الاعلامية قائلا: “عندما نتحدث عن اقليم زاكورة أو تنغير ، فمثلا اقليم تنغير بمستشفياته و مراكزه الطبيبة يعد منكوبا صحيا ، ليس فيه طبيب واحد متخصص في طب النساء و التوليد و لا طبيب التخدير و الانعاش ،اذا أرادت سيدة أن تضع مولودها بالطريقة القيصرية في تنغير أو أملاكو أو أسول أو مسمرير أو ألنيف أو في أي مركز من مراكزه البعيدة في أعالي الجبال ، حيث الأمطار و الثلوج ، والوصول اليها تنطوي عليها المقولة ، ماهي و ما لونها كما قال”.
أن تضع سيدة مولودها مثلا في تنغير يضيف النقابي: “يجب على القابلة أن ترافق السيدة الحامل ستين أو سبعين الى مائة كلم من بلدتها الى تنغير و بعدها مائة وخمسين كلم الى الرشيدية. بمعنى أن القابلة يجب أن ترافق السيدة الحامل مسافة 250 كلم لأجل اجراء العملية القيصرية للولادة، يعني كذلك البقاء معها قرابة خمس أو ست ساعات داخل سيارة الاسعاف مع ما يرافق ذلك من مخاطر التنقل..”.
“هل لا يوجد أطباء متخصصون في طب النساء و في التخدير في المغرب”، يقول المتحدث (م.ع)،و”لماذا قامت القيامة ضد ما يقوم به الممرض الذي يقوم مقام الطبيب الغير موجود أصلا تجاه السيدات الحوامل بالمنطقة لدى هيئة الأطباء ،حيث اعتبرت الهيئة الممرض غير مؤهل، اذ لا يحق له القيام بمتابعة السيدة الحامل المقبلة على عملية قيصرية في التوليد حسب ذات الهيئة”.. ليعلق الكاتب الجهوي على ذلك بقوله: “لماذا لا نتفق جميعا اذا اعتبرنا هذا الاقليم منكوب صحيا و تهمنا صحة المواطنين ، لماذا لا نتفق على أننا كأطباء نرسل طبيب مختص في مجال اختصاصه مرة واحدة في الأسبوع، الى اقليم تنغير للقيام بما يجب القيام به تجاه صحة المواطنين، وخاصة اذا كنا نفكر في وضع الانسان الصحي وحقوق الانسان.. لزاما علينا وجود حلأ للأشخاص بدون طبيب في هذا الاقليم، وأن غياب الطبيب يعني أن القابلة وبعض الأحيان يكون معها ممرض يقطعون أكثر من 200 الى 300 كلم داخل سيارة اسعاف وما يتبعها من مخاطر، ليشمل هذا العمل القابلة والممرض و السائق والسيدة الحامل و جنينها و المرافق لها، كلهم معرضون لأخطار وذلك لغياب الطبيب، و الأدهى و الأمر يضيف النقابي بجهة درعة تافيلالت ،” أن هذا الاجراء الذي يقوم به الممرضون من أجل فك العزلة الصحية والطبية التي يعاني منها السكان ، لأن ليس لهم أي اجراء أخر في غياب الأطباء الاختصاصيين بالإقليم ، وأن السكان لا مناص لهم من مساعدة الممرضين لأنهم هم كل شيئ (الممرضون) ، وأن الجهة تعتبر منكوبة و معزولة ، وأن 98 بالمائة من المؤسسات الصحية بالإقليم ليس بها طبيب…”.
وأضاف المتحدث في الأخير: “علينا أن نضمن احترام القانون الإنساني وجلب الأطباء الى الاقليم لأن الدولة تكونهم و تصرف عليهم أموال طائلة تصرف من ضرائب هؤلاء، والحفاظ على سلامة المواطنين الموجودين بالمناطق البعيدة و النائية..”.

تعليقات الزوار