هبة زووم – الحسن العلوي
“لا تعيّر التمساح بقبح أسنانه قبل عبور النهر”، هذا ما يؤكده مثل أفريقي تذكرته، خلال الفترة الأخيرة، وأنا أشاهد تنامي عدد من الظواهر يبقى في مقدمتها “الحريك” الهجرة السرية بمختلف أشكاله وتلويناته.
لست أخشى على وطني من أية مخاطر أو تحديات أو تهديدات أيا كان مصدرها، لكن خشيتي من ضياع بوصلة الأمل أمام أجيال جديدة تشعر بأن الفرص باتت محدودة أمامهم وأن مصاعب الحياة زادت تعقيدا وأن الدنيا لم تعد تلك الدنيا الجميلة التي كانوا يسمعون عنها من حكاوى الآباء والأجداد.
ومن ذا الذي لا يحزن وهو يرى أطفالا قاصرين وشبابا في عمر الزهور على أهبة الفرار من وطنهم ومستعدين أن يموتوا وسط مياه البحر بحثا عن حياة أفضل في أوطان أخرى.
طبعا لا ينبغي أن نتعامل مع هذا “الهروب الكبير” من الوطن كما لو أن الأمر يتعلق بنزوات عابرة لشباب متهور وطائش ولم ينضج بعد..
كما لا ينبغي أن نتعامل أيضا مع هذا الحدث بتحاليل خالية من السياسة وتنسب كل عطب داخلي إلى “مؤامرة” دبرها عدو خارجي يريد شرا بالوطن.. لأنه حتى لو كانت فرضية “المؤامرة” الخارجية صحيحة.. فإن هذا لن يحل المأساة بقدر ما سيفاقم من تداعياتها لا غير..
علينا أن ننتبه لخطر ضياع بوصلة الأمل وأن نقدم لجيل الحاضر والقادم نموذجا لقيم الديموقراطية والشفافية تحت مظلة الإدراك بأن “العنف” وحده لا يكفي لصنع وطن اليوم والغد وبلوغ المقاصد، لكن بشيوع قيم التسامح والتآزر وتكافئ الفرص وجعل المواطنين سواسية أمام القانون لن يكون هناك مكان لليأس والإحباط! فلماذا اليأس والشمس لا تظلم في ناحية إلا وتضيئ في ناحية أخرى!
تعليقات الزوار