الوالي الخطيب لهبيل وسياسة “الصمت غير المفهوم” تدخل بني ملال النفق المسدود

هبة زووم – أبو العلا العطاوي
نستطيع القول أنّ المبادئ السامية والقيم العليا تشهد في زمننا هذا تراجعاً ملحوظا، مع وجود واقع سياسي يتجه نحو الانحطاط والتردّي، الأمر الذي يستدعي معه استحضار الوازع الأخلاقي من أجل تقويم الاعوجاج وتوضيح ما إلتبس على عموم المواطنين، وتنظيف ما أصاب بعض الضمائر من عفن الخداع والمكر والدسائس.
في مقالنا هذا، سنحاول باقتضاب الوقوف عند مفهوم الخداع من خلال تسليط الضوء على الوالي الخطيب لهبيل والموالين الذي ظهر فيهم العجب العجاب.
وهذا ليس للتسقيط أو التعريض بهم، بل لأن الواقع السياسي الذي أنتجته انتخابات الثامن من شتنبر شاهد حي على ما يجري بمختلف الجماعات الترابية بإقليم بني ملال، وكيف أن الناخبين ذاقوا الأمرين وتجرعوا مرارة العلقم من منتخبين لا همَّ لهم سوى تحقيق مكاسب شخصية ولو على حساب المصلحة العامة.
صحيح، أن الآلاف المؤلفة من الناس وفي مقدمتهم من لم يبلغوا بعد سن التمييز ماديا أو معنويا، ينصرفون إلى هنالك ويتسمرون أمام منصات “الشطيح والرديح” كل سنة حتى وقت متأخر من الليل بخلاف الأعراف القانونية.
هل هذه هي رسالة الوالي الخطيب لهبيل في محاربة الفساد من خلال عدم تحريكه ساكنا بإقالة كل المتورطين في هذه الفضائح وتشويه سمعة الإقليم، وربط المسؤولية بالمحاسبة، ولنا في سابق الفضائح ألف عبرة لمن أراد أن يعتبر.
ما يحدث ببني ملال من اختلالات مالية طالت مجموعة كبيرة من جماعات الإقليم في ظل صمت غير مفهوم للوالي الخطيب لهبيل أصبح يستدعي التحرك بشكل مستعجل، كون الظرفية التي تعيش على وقعها الجهة أصبحت تفرض ذلك.
بني ملال اليوم لم تعد تستحمل التلاعب بمشاريعها على قلتها، فهي في حاجة لرجال يضعونها على سكة التنمية ويخرجونها من النفق المسدود، الذي اختار مجموعة ممن أسندت لهم أمورها وضعها خارج سكة الزمن التنموي لمصالحهم الخاصة..
سياسة “الصمت غير مفهوم” التي ينهجها الوالي الخطيب لهبيل لم تعد قادرة اليوم على إخراج الإقليم من نفقه المسدود، الذي تم إدخاله إليه قسرا، فعلى المسؤول الأول بالإقليم أن يعرف أنه مؤتمن على مصالح رعايا صاحب الجلالة، وعليه أن يحرك الماء الراكد تحت مجموعة من المشاريع ويضع حدا للتلاعب الحاصل فيها، والتي حولت إلى ضيعات خاصة، وغير ذلك سيجد نفسه خارج لوائح الحركة الانتقالية لرجالات السلطة، والتي أصبحت قريبة أكثر مما يظن؟؟؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد